لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

تاريخ التشيع والنصب في أهل بيت النبي ÷

صفحة 189 - الجزء 1

  ٣ - وقد أخبر النبي ÷ بوجود العداوة لأهل بيته في زمنه فقال ÷ لعلي # ما معناه: «إن في صدور قوم من أصحابي هنات لا يبدونها لك إلا بعد موتي»⁣(⁣١).

  وقد تركّز النصب في قريش بشكل عام ولم يسلم من النصب والعداء لأهل البيت إلا القليل النادر، ومن القليل النادر أم سلمة.

  وبعد موت النبي ÷ أظهرت قريش عداوتها لآل محمد ÷ بما فيهم الخلفاء.

  - وكانت أم المؤمنين عائشة تكره فاطمة وعلياً، وقد يكون السبب في كراهتها لهما:


= انْتَهَيْتُ إِلَى قَوْمٍ يَتَحَدَّثُونَ، فَلَمَّا رَأَوْنِي سَكَتُوا، وَمَا ذَاكَ إِلَّا أَنَّهُمْ يَبْغَضُونَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ÷: «أَوَ قَدْ فَعَلُوهَا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُؤْمِنُ أَحَدُهُمْ حَتَّى يُحِبَّكُمْ، أَيَرْجُونَ أَنْ يَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِي وَلَا يَرْجُوهَا بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ». وأحمد في فضائل الصحابة (٢/ ٩٣٣ رقم ١٧٩١) بلفظ: قَالَ الْعَبَّاسُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا لَنَرَى ضَغَائِنَ فِي وُجُوهِ قَوْمٍ مِنْ وَقَائِعَ أَوْقَعْتَهَا بِهِمْ، قَالَ: وَقَدْ فَعَلُوهَا؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: «مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا حَتَّى يُحِبُّوكُمْ لِقَرَابَتِي»، وقريباً من هذه الألفاظ في: المعجم الصغير للطبراني (١/ ٣٩٩ رقم ٦٦٧).

وقد ذكر الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # حديث وجوب محبة أهل البيت بألفاظه المختلفة ومن رواه في لوامع الأنوار (ج ٤/ ٢٥١ وما بعدها ط ٥) فارجع إليه موفقاً.

(١) ورد الحديث في ذكر خروج النبي ÷ آخذاً بيد علي # في بعض سكك المدينة ومرورهم بالحدائق ولفظه - بعد هذا السياق - في المقصد العلي في زوائد أبي يعلى (٣/ ١٨٠ رقم ١٣٢١): فَلَمَّا خَلا لِي الطَّرِيقُ اعْتَنَقَنِي ثُمَّ أَجْهَشَ بَاكِيًا. قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: «ضَغَائِنُ فِي صُدُورِ أَقْوَامٍ لا يُبْدُونَهَا لَكَ إِلا مِنْ بَعْدِي». قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي سَلامِي مِنْ دِينِي؟ قَالَ: «فِي سَلامَةٍ مِنْ دَينِكَ». اهـ وقريباً منه في: مسند البزار (٢/ ٢٩٣)، المعجم الكبير للطبراني (١١/ ٧٣ رقم ١١٠٨٤)، مجمع الزوائد (٩/ ١١٨ رقم ١٤٦٩٠، ورقم ١٤٦٩١)، وغيرها.