لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[معاوية والنهج الأموي]

صفحة 233 - الجزء 1

  من دينه، وسَنَّ في شيعة علي سنناً لم تزل حيَّة إلى اليوم.

  وفي الحقيقة والواقع أن معاوية أسَّسَ مذهب أهل السنة والجماعة على عداوة علي بن أبي طالب وأهل البيت وأشياعهم وكل ما يتصل بهم، وعلى تقديس أبي بكر وعمر وعثمان ومن في صفِّهم من الصحابة.

  وتلخيص المقال: أن أُسُس مذاهب أهل السنة والجماعة ناتجة عن عداء جاهلي بين بيوتات قريش، ولا سيما فيما بين بني أمية وبني هاشم، بالإضافة إلى ما حدث من العداء بعد مبعث النبي ÷، ثم ما نتج عن هذا العداء الأخير من كثرة قتلى قريش بما فيهم الكثير من عظمائها وساداتها، وقد كان معاوية وسائر قبائل قريش يرون أن ثأرهم بعد موت النبي ÷ عند علي بن أبي طالب في كل قتلاهم، وذلك أن الذين هاجروا مع النبي ÷ ونصروه من بني هاشم هم: علي وحمزة وعبيدة بن الحارث وجعفر لا غير، فقُتِل حمزة وعبيدة وجعفر في عهد النبي ÷، أما بقية بني هاشم فلم يهاجروا ولم ينصروا النبي ÷ ضدّ قريش، فلما مات رسول الله ÷ لم تجد قريش وبنو أمية من تُعَلِّق ثأرها به بعد موت النبي ÷ سوى علي بن أبي طالب؛ لذلك حصل ما حصل من العداء لعلي بعد موت النبي ÷ ولا سيما في عهد خلافة معاوية ثم في خلافة من تَعَقَّبَهُ من بني أمية، وقد قال يزيد بن معاوية في طلبه للثأر:

  لست من عتبة إن لم أنتقم ... من بني أحمد ما كان فعل

  فقَتَلَ في كربلاء الحسينَ بن علي وسبعَةَ عشر رجلاً من بني هاشم.

  يتبيَّن بما تقدم أن الخلاف اليوم بين أهل السنة والجماعة وبين الشيعة هو امتداد لذلك الخلاف التاريخي بين قريش بقيادة أبي سفيان وبين بني هاشم بقيادة النبي ÷.