لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

مأساة كربلاء

صفحة 236 - الجزء 1

  الكوفة ويخبره بتغيّر الوضع في الكوفة وأن الناس غير الناس، وأن الذين كانوا قد بايعوه قد انضموا إلى طاعة الوالي الجديد عبيد الله بن زياد واجتمعوا على موالاته ونصرته، فلم يتمكّن مسلم من إبلاغ الحسين بذلك، فواصل الحسين # وأصحابه المسير إلى الكوفة.

  وحين علم عبيدالله بن زياد بقدوم الحسين إلى الكوفة جمع لمواجهته جيشاً من أهل الكوفة يقدر بأربعة آلاف مقاتل، وأمَّر عليهم عمر بن سعد بن أبي وقاص، فخرج هذا الجيش لمواجهة الحسين، وكان الحسين في سبعين رجلاً، منهم سبعة عشر رجلاً من بني هاشم والباقون من غيرهم، فالتقى الفريقان بكربلاء، وضرب الحسين الخيام على نسائه وأطفاله، وحالت جيوش الكوفة بين الحسين وبين ماء الفرات واشتدَّ بهم العطش.

  وحين رأى الحسين ذلك الجيش علم أنه لا طاقة لهم بمواجهته وأن في مواجهتهم هلاكه وهلاك أصحابه جميعاً، فأراد الحسين أن يحول دون وقوع مأساة عظيمة، فجمع أصحابه وقال لهم: القوم إنما يريدونني وحدي، فاذهبوا في جنح هذا الليل فقد أَذِنْتُ لكم، فأبوا من ذلك أشد الإباء، ثم نادى الحسين # جيش الكوفة وعَرَضَ عليهم أموراً فيها السلامة من وقوع المواجهة:

  ١ - أن يتركوه ليعود من حيث جاء.

  ٢ - أن يتركوه ليذهب في الأرض حيث لا يضرّ بسلطانهم.

  ٣ - أن يَدَعُوه ليذهب إلى يزيد.

  فلم يقبل ذلك الجيش شيئاً من تلك العروض، بل أصرّوا على إعطائه واحداً من أمرين:

  ١ - إما النزول على حكم عبيد الله بن زياد.