لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[منشأ الافتراق في الدين]

صفحة 238 - الجزء 1

  وقد كان علي # هو زعيم هذا الرأي ورأس هذا المذهب.

  وقد كان الخلفاء - أبو بكر ثم عمر ثم عثمان - على خوف عظيم من علي بن أبي طالب لعدّة أسباب:

  ١ - لأنه أقرب الصحابة إلى النبي ÷ وأسهم رحماً به.

  ٢ - لأن له سوابق في الإسلام لم يشاركه فيها مشارك.

  ٣ - لأن له شخصيّة مرموقة وقويّة.

  ٤ - لأن النبي ÷ نصبه للخلافة في يوم الغدير وفي حديث المنزلة.

  ٥ - لأن له فضائل لا تُحْصى على لسان النبي ÷.

  لذلك أيقن الخلفاء وأنصارهم أنها لا تستقرّ خلافتهم ولا تتمّ إلا بالتخلّص من معارضهم القويّ علي بن أبي طالب.

  وكان تخلّصهم منه بالاغتيال قد تكون نتائجه سلبيّه تفضح الخلافة والخلفاء، ولولا ذلك لتخلّصوا منه بالاغتيال، وتماماً كما تخلصوا من معارضهم سعد بن عبادة سيّد الأنصار فإنهم قتلوه غيلة، وقالوا قتله الجن لأنه بال قائماً قال الشاعر:

  وما ذنب سعد أنه بالَ قائماً ... ولكن سعداً لم يبايع أبا بكر

  فسلك الخلفاء للتخلّص من معارضهم علي بن أبي طالب طريقاً أخرى غير الاغتيال هي:

  ١ - إبعاد علي وبني هاشم وإقصائهم عن تولي أي منصب في الخلافة وعن القيام بأي دور أو عمل أو قيادة أو مشورة.

  ٢ - سلب أموال علي وأخذها كي لا يتمكن من الدعوة إلى نفسه فأخذوا فدكاً وقد كانت فدك تغلّ أموالاً طائلة.

  ٣ - إذكاء الدعاية والترويج ضدّ علي والتنقيص له وذمه، والتحذير منه وتشويه