لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[مقدمة]

صفحة 24 - الجزء 1

  حبُّه إليه، واشتدت رغبته في التوجه إليه، وجرَّه ذلك إلى السمع والطاعة له فيما يأمر وينهى.

  ٢ - إذا كان الحال بالنسبة للمسلم كما ذكرنا، فإنه إذا علم أنه رسول من الله تعالى، وأنه لا يأمر بشيءٍ مِنْ تِلْقَاءِ نفسه، وإنما هو رسول مبلِّغ لما يوحى إليه، فإن ذلك يزيد في توجّهه إليه، وإقباله عليه؛ لأنّ حقّ الله أعظم.

  ٣ - إذا رأى المسلم ما كان فيه النبي ÷ والمسلمون من الفقر والجوع والحاجة، وأن حياتهم كانت متاعب ومصاعب وخوف و ... إلخ - هانَ عليه ما هو فيه من البلاء والمصائب.

  ٤ - إذا رأى المسلم ما لقيه النبي ÷ وأصحابه من العناءِ والأذى والقتل والقتال والمضايقة والخوف الطويل في سبيل دعوة الإسلام - استعظم نعمة الله عليه حيث أَوْلاه نعمة الإسلام من غيرِ عناء ولا تعب، وأدَّاه ذلك إلى تعظيمِ النبي ÷ وأصحابه المخلصين الذين تحمَّلوا ما تحمَّلوا في سبيل الدين والإسلام، ورأى أن لهم عليه المِنَّة في ذلك.

  ٥ - إذا رأى ما لقي النبي ÷ في حياته من المكدرات حتى من زوجاته، وهو أكرمُ البشر على الله - علم علماً أن الدنيا دار المحن والبلاء فتطمئن نفس المؤمن لما هو فيه من البلاء، وتشتدّ عزيمته على الرضا بالقضاء، وتنظر عين بصيرته إلى الدار الأخرى.

  ٦ - بالاطلاع على سيرة النبي ÷ يتبين للدُّعاة إلى الله وإلى دينه الطريق الناجح الذي يسلكونه في دعوتهم إلى الله من بدايتها إلى نهايتها، ومعرفة ذلك إِنَّما تحصل بمعرفة سيرة الرسول ÷.

  ٧ - بمعرفة السيرة يَعْرِفُ سلطانُ المسلمين كيف يتعامل مع الأعداء من