لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

العصمة والتعبد

صفحة 30 - الجزء 1

  من آبائه، وكان ÷ يطوف بالبيت العتيق، ويحجُّ، ويخالف قومه فيقف بعرفات، وكانت قريش لا تقف بعرفات، وتلخيص هذا البحث ما ذكره أئمتنا وهو أمران:

  ١ - أن النبي ÷ كان معصوماً قبل البعثة من الكبائر ومن الصغائر الذميمة.

  ٢ - أنه ÷ كان قبل البعثة يتعبّد الله تعالى بالتوحيد والذكر والتفكُّر وبما كان بقي من دين إبراهيم وإسماعيل @ مثل الحج والطواف و ... إلخ.

  هذا، وما كان الله تعالى ليختار ويصطفي لرسالته إلا الأزكى والأطهر والأتقى والأكمل والأفضل والأقوى من بريّته، وقد قال سبحانه وتعالى: {ٱللَّهُ يَصۡطَفِي مِنَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ رُسُلٗا وَمِنَ ٱلنَّاسِۚ}⁣[الحج: ٧٥]، {ٱللَّهُ أَعۡلَمُ حَيۡثُ يَجۡعَلُ رِسَالَتَهُۥۗ}⁣[الأنعام: ١٢٤] وقال تعالى عن صفيِّهِ ÷: {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٖ ٤}⁣[القلم].

  وحين كان محمد ÷ قبل البعثة أفضل البشر وأكملهم وأزكاهم وأطهرهم وأشرفهم وأنقاهم وأرفعهم - اصطفاه الله تعالى واختاره لتبليغ رسالته، وأكرمه بنبوّته؛ لعلمه - تعالى - بقوّته على حملها، وصبره على تبليغها، وأنه لا يخور ولا يضعف، ولا يزول ولا يتزلزل، ولعلمه تعالى بعظيم أمانة رسوله ÷ وصدقه ووفائه، ولعلمه بعظيم رحمته وشفقته بالناس وكبير نصيحته لهم، مع ما جَبَلَهُ الله تعالى عليه من التواضع، وكرم الأخلاق، وطلاقة الوجه والبشاشة، {وَلَوۡ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلۡقَلۡبِ لَٱنفَضُّواْ مِنۡ حَوۡلِكَۖ}⁣[آل عمران: ١٥٩].