لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

معاصي الأنبياء $

صفحة 32 - الجزء 1

  الاعتذار والتوبة إلى الله والاعتراف، وقد حكى الله تعالى حال آدم وحواء @ بعد الأكل من الشجرة، فقال تعالى: {وَنَادَىٰهُمَا رَبُّهُمَآ أَلَمۡ أَنۡهَكُمَا عَن تِلۡكُمَا ٱلشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَآ إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ لَكُمَا عَدُوّٞ مُّبِينٞ ٢٢ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمۡنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمۡ تَغۡفِرۡ لَنَا وَتَرۡحَمۡنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ ٢٣}⁣[الأعراف].

  وكانت معصية نبي الله يونس ~ أنه خرج من بين قومه وذهب مُغَاضِباً لهم من غير أن يأذن الله له بذلك، وظنَّ أن الله تعالى لن يؤاخذه بذلك ولن يُضَيِّقَ عليه، وتماماً كَما حكى اللهُ تعالى قِصَّةَ معصيته # في قوله: {وَذَا ٱلنُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَٰضِبٗا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقۡدِرَ عَلَيۡهِ فَنَادَىٰ فِي ٱلظُّلُمَٰتِ أَن لَّآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنتَ سُبۡحَٰنَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ ٨٧}⁣[الأنبياء]، ومعنى: {فَظَنَّ أَن لَّن نَّقۡدِرَ عَلَيۡهِ}⁣[الأنبياء: ٨٧] أي: لن نُضَيِّق عليه فيما فعل، ولن نؤاخذه بذلك، وهكذا سائر ما يجري من الأنبياء À، فإنها لم تصدر منهم إلا على سبيل الخطأ أو الظن أنهم فيما فعلوا غير عاصين لله تعالى، ولا ينكشف لهم أنهم أخطأوا وعصوا إلا بعد الفعل فيندمون ويتوبون ويعتذرون إلى ربهم.

  هذا، واعلم أنه لا ينبغي الالتفات إلى ما يروى من قصص الأنبياء التي في بعض كتب التفسير فإنها قصصٌ غير صحيحة.