لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

موقف قريش العام من نبي الإسلام ودعوته

صفحة 44 - الجزء 1

  ولم تدخل قريش في الإسلام إلَّا كرهاً حين غزاهم النبي ÷ وجيوشه الجرَّارة، فدخلوا مكة، ورأت قريش أنه لا قِبَل لها بقتالهم، فاستسلمت مُكْرهة حين استيقنت أنه لا نجاةَ لها من ضربِ الرِّقاب إلا الاستسلام.

  وقد صَرَّف الله سبحانه وتعالى في القرآن لقريش الآيات والدلالات والحجج والبيِّنات؛ فما زادهم ذلك إلا نفوراً، وتماماً كما وصفهم الله ø: {وَلَقَدۡ صَرَّفۡنَا فِي هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لِيَذَّكَّرُواْ وَمَا يَزِيدُهُمۡ إِلَّا نُفُورٗا ٤١}⁣[الإسراء: ٤١]، فتمرَّدوا على الله تعالى وعلى رسوله ÷ بعد وضوح الآيات البيِّنات غاية التمرد، وكذَّبوا واستهزأوا، وقد حكى الله تعالى الكثير عن تمرّدهم وغاية طغيانهم، فمن ذلك قوله تعالى: {وَقَالُواْ لَن نُّؤۡمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفۡجُرَ لَنَا مِنَ ٱلۡأَرۡضِ يَنۢبُوعًا ٩٠ أَوۡ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٞ مِّن نَّخِيلٖ وَعِنَبٖ فَتُفَجِّرَ ٱلۡأَنۡهَٰرَ خِلَٰلَهَا تَفۡجِيرًا ٩١ أَوۡ تُسۡقِطَ ٱلسَّمَآءَ كَمَا زَعَمۡتَ عَلَيۡنَا كِسَفًا أَوۡ تَأۡتِيَ بِٱللَّهِ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ قَبِيلًا ٩٢ أَوۡ يَكُونَ لَكَ بَيۡتٞ مِّن زُخۡرُفٍ أَوۡ تَرۡقَىٰ فِي ٱلسَّمَآءِ وَلَن نُّؤۡمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيۡنَا كِتَٰبٗا نَّقۡرَؤُهُۥۗ قُلۡ سُبۡحَانَ رَبِّي هَلۡ كُنتُ إِلَّا بَشَرٗا رَّسُولٗا ٩٣}⁣[الإسراء]، {وَقَالُوٓاْ أَسَٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ ٱكۡتَتَبَهَا فَهِيَ تُمۡلَىٰ عَلَيۡهِ بُكۡرَةٗ وَأَصِيلٗا ٥}⁣[الفرقان]، {وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّآ إِفۡكٌ ٱفۡتَرَىٰهُ وَأَعَانَهُۥ عَلَيۡهِ قَوۡمٌ ءَاخَرُونَۖ}⁣[الفرقان: ٤].

  وقد ردّ الله تعالى على قريش حين قالوا: إنه ÷ ساحر وشاعر ومجنون وكاهن، فقال: {مَآ أَنتَ بِنِعۡمَةِ رَبِّكَ بِمَجۡنُونٖ ٢}⁣[القلم]، {وَمَا هُوَ بِقَوۡلِ شَاعِرٖۚ قَلِيلٗا مَّا تُؤۡمِنُونَ ٤١ وَلَا بِقَوۡلِ كَاهِنٖۚ قَلِيلٗا مَّا تَذَكَّرُونَ ٤٢}⁣[الحاقة]، {فَقَالَ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا سِحۡرٞ يُؤۡثَرُ ٢٤}⁣[المدثر]، {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلۡأَبۡتَرُ ٣}⁣[الكوثر]، {إِنَّهُمۡ يَكِيدُونَ كَيۡدٗا ١٥ وَأَكِيدُ كَيۡدٗا ١٦}⁣[الطارق]، {وَيَمۡكُرُونَ وَيَمۡكُرُ ٱللَّهُۖ وَٱللَّهُ خَيۡرُ ٱلۡمَٰكِرِينَ ٣٠}⁣[الأنفال].