لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[ذكر مقتل حمزة بن عبدالمطلب #]

صفحة 84 - الجزء 1

  أنفه وأُذناه، وكانت هند بنت عتبة بن ربيعة هي التي بقرت بطن حمزة وأخرجت كبده وأكلتها فلم تسغها فدلعتها.

  فلما رأى النبي ÷ ما رأى في عمِّه حمزة قال: «لولا أن تحزن صفية - أُخت حمزة لأبيه وأمه - ويكون سُنّة من بعدي لتركته حتى يكون في بطون السباع وحواصل الطير، ولئن أظهرني الله على قريش في موطن من المواطن لأمثلنّ بثلاثين رجلاً منهم».

  فلما رأى المسلمون حُزْنَ رسول الله ÷ وغيظه على من فعل بعمِّه حمزة ما فعل، قالوا: والله لئن أظفرنا الله بهم يوماً من الدهر لنمثلنّ بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب.

  ومما قال ÷ حين وقف على عمِّه حمزة: «لن أصاب بمثلك أبداً، ما وقفت موقفاً قط أغيظ إليَّ من هذا».

  ثم إن الله ø أنزل: {وَإِنۡ عَاقَبۡتُمۡ فَعَاقِبُواْ بِمِثۡلِ مَا عُوقِبۡتُم بِهِۦۖ وَلَئِن صَبَرۡتُمۡ لَهُوَ خَيۡرٞ لِّلصَّٰبِرِينَ ١٢٦ وَٱصۡبِرۡ وَمَا صَبۡرُكَ إِلَّا بِٱللَّهِۚ وَلَا تَحۡزَنۡ عَلَيۡهِمۡ وَلَا تَكُ فِي ضَيۡقٖ مِّمَّا يَمۡكُرُونَ ١٢٧}⁣[النحل]، فعفا رسول الله ÷ وصبر، ونهى عن المثلة.

  وفي سيرة ابن هشام: أنَّ رسول الله ÷ غطّى حمزة ببردةٍ ثم صلى عليه، فكبر سبع تكبيرات ثم أُتيَ بالقتلى فيوضعون إلى حمزة فصلى عليهم وعليه معهم، حتى صلى عليه اثنتين وسبعين صلاة. اهـ أي: اثنتين وسبعين تكبيرة.