وليست توصف بذلك، وإنما التحليل والتحريم راجع إلى أفعالنا فيها وهو استعمالها، والشرع وارد على حسب مصالح العباد، فيكون قد علم الله أن مصلحة من أحلها في تحليلها ومصلحة من حرمها في تحريمها ولذلك ورد النسخ في الشريعة وليس هو إلا لاختلاف مصالح العباد⁣^(⁣١).

[الأصل الـ (٣): التقليد للميت يجوز مطلقاً]

  ٨ - وجائزٌ تقليدُنا الأمواتا ... الصائرين أعظُماً رفَاتا

  في هذا إشارة إلى الأصل الثالث وهو: (التقليد للميت يجوز مطلقاً):

  فقد جوز أهل المذهب تقليد الميت لكنهم جعلوا تقليد الحي أولى؛ لأن الطريق إلى معرفة كماله تكون أقوى من الطريق إلى معرفة كمال الميت في غالب الأحوال، وهذا كما تقدم في المسائل الفرعية.

  وأما المسائل الأصولية لا سيما المسائل الإلهية التي لا يعذر بجهلها أحد فالنظر واجب من فروض الأعيان على كل مكلف ولو جاز التقليد فيها لم يؤمن تقليد المخطئ لأن الله تعالى ليس مطابقاً لكل اعتقاد، ولزم من ذلك تصويب الكفار في تقليد آبائهم وتقليد الكافر في كفره كفر.

(١) البيان ج ١ ص ...