الأصول والقواعد الفقهية،

عبد العظيم قاسم العزي (معاصر)

الزيدية واعتناؤهم بهذا العلم

صفحة 4 - الجزء 1

الزيدية واعتناؤهم بهذا العلم

  ولقد كان للطائفة الزيدية أتباع أهل البيت $ العناية التامة، والنصيب الوافر في هذا الشأن، فقد انبرى مجموعة من علمائهم بل من أكابر فضلائهم إلى تحصيل وتخريج ما ورد عن أكابر أئمة أهل البيت المطهرين، تمثلت في أصول وقواعد عامة تندرج تحتها جزئيات كثيرة، فالقواعد الفقهية الزيدية تعتبر خلاصة بحوث ونتاج دراسة معمقة استمرت قروناً من الزمن قام بها أئمة جهابذة مجتهدون مستمدين لها من أصول الشريعة الغراء، وبهذا جاء هذا التراث الفكري عظيماً كعظمة أصحابه مواكباً لكل الظروف والمستجدات، واضعاً لها الحلول الملائمة المستوحاة من صحيح السنة المحمدية على وفق المقاصد الشرعية النبيلة؛ إذ أن هذا الفكر الخالد فتح باب الاجتهاد على مصراعيه لكل من حاز ملكة الاستنباط، وبلغ رتبة الاجتهاد.

  وقد بُذِلت جهود مضنية من قبل المؤسسين والمخرجين والمحصلين والمذاكرين نتجت عنها تلك القواعد والضوابط التي هي بحق ملبية لكل ما يحتاجه الفرد والجماعة في شتى أصناف العبادات والمعاملات.

  ولقد كان للأئمة المتقدمين من أهل البيت النبوي الفضل الكبير في الحفاظ على سنة جدهم محمد ÷ وحمايتها بأنفسهم