عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[ذكر اصطلاحات غير معقولة لبعض المتكلمين]

صفحة 126 - الجزء 1

  هي الفلسفة، فهم منشأُ كلِّ زيغٍ وأهلُ كلِّ ضلالة.

[ذكر اصطلاحات غير معقولة لبعض المتكلمين]

  (وقد اصطلح) أي: اصطلح أهل التَّوغُّل في الفكْر الخارج عن حدِّ العقل (على إثبات أمورٍ لا تُعقل غير ما تقدم ذكره، وهي: طبع الطبائعي) فإن الطبع الذي زعموه مؤثراً غيرُ معقولٍ، (وكسب⁣(⁣١) الأشعري) أي: الواحد من الأشاعرة، حيث قالوا: إن الفعل من العبد مخلوقٌ للهِ كسبٌ للعبد، (وطفر النَّظَّام(⁣٢)) وهو كون الكائن في مكانٍ بعد كونِه في مكانٍ آخر من دون قطع مسافة لا في الأرض ولا في الهواء⁣(⁣٣). والطَّفْرُ في اللغة: الوثب في الاستواء وإلى أعلى، والطَّمْرُ: الوثب من أعلى إلى أسفل، (ومزايا أبي الحسين البصري) لعل الإمام # إنما خَصَّ أبا الحسين بنسبة المزايا إليه تبعاً لمن سمَّاه بذلك؛ لقوله: إن لله تعالى بكونه عالماً ونحوَه مزيَّةً، ونفى أن يكون له بها صفة، وإلَّا فلا فرق بين المزايا والأحوال والأمور إلَّا مجرد الاصطلاح؛ لأنها كلها لا هي الله ولا غيره ولا شيء ولا لا شيء، إلا أن أبا الحسين ومن تبعه لا يثبتون المزيَّة إلَّا في العالِمِيَّةِ والمدرِكِيَّةِ فقط على ما حكاه عنهم الإمام يحيى #.


(١) قال المولى مجدالدين بن محمد المؤيدي # في لوامع الأنوار: هذا، وأما تمويه الأشعرية بالكسب فراراً على زعمهم من لوازم الجبر فلا معنى له بل مذهبهم عين مذهب الجبر، فالكسب كما قالت العدلية أمر لا تحقق له وعباراتهم تفيد محض كلام الجبرية فقد فسروا الكسب بما يرجع إلى المحلية وجعلوا العبد محلاً لما يخلقه الله ويوجده على زعمهم فيه من الأفعال وليس العبد عندهم بموجد لطاعته ولا معصيته ولا قدرة له مؤثرة في شيء من الأعمال وقد اعترف محققوهم بفساد ما تستروا به من الكسب وإليك نصوصهم في ذلك المقال، ثم قال: وقال الغزالي: لا تعرف مسألة الكسب لا في الدنيا ولا في الآخرة، وقال ابن عربي: مكثت ثلاثين سنة أبحث عنها فلم أعرفها إلى أن قال: ولم يعلموا أن الشيخ إنما دفنه تحت بيضة العنقاء.

(٢) إبراهيم بن سيار بن هانئ البصري، أبو إسحاق النظام: من أئمة المعتزلة، وانفرد بآراء خاصة تابعته فيها فرقة من المعتزلة سميت (النظامية) نسبة إليه. (الأعلام للزركلي باختصار). وفي المنية والأمل عده من الطبقة السادسة من المعتزلة، وقال: روي أنه كان لا يقرأ ولا يكتب، وذكر من تلامذته الجاحظ.

(٣) كأن يكون في مكة بعد كونه في صنعاء من دون أن يقطع الهواء ولا الأرض. (ش ك).