فصل: [في الحد]
  (وثابت غير موجود) هذا قول بعض المعتزلة في ذوات العالم، فقالوا: هي ثابتة في العدم لا موجودة في القدم.
  (وأمور لا توصف بالحدوث ولا القدم ولا الوجود ولا العدم) وهذا قول بعض المعتزلة في صفاته تعالى أنها أمور زائدة على ذاته، لا هي الموصوف ولا غيره، ولا حديثة ولا قديمة، ولا موجودة ولا معدومة، وهي كالمزايا على ما سبق.
  قال # في الإشارة إلى تشبيه هذه الأقوال الباطلة المحالة بمخض الماء الذي لا يفيد شيئاً (ولله القائل:
  وبعض القول ليس له عِناجٌ ... كمخضِ الماءِ ليس له إتاءُ)
  أي: ليس له زُبْدٌ، وهو لقيس بن الخطيم(١)، وقيل: للربيع بن أبي الحقيق(٢) اليهودي، من أبياتٍ له. والعَنَجُ - بالتحريك - والعِناجُ في الدَّلو العظيمة: حبلٌ أو بطانٌ يُشَدُّ في أسفلها، ثم يُشَدُّ إلى العَرَاقيِّ(٣) فيكون عوناً لها ولِلوَذَمِ، فإذا انقطعت الأوذام(٤) أمسكها العِنَاجُ، فإذا كانت الدلو خفيفةً فعناجها خيط يُشَدُّ في إحدى آذانها إلى العَرْقُوَةِ.
  وقَوْلٌ لا عِناج له، إذا أُرسِلَ على غيرِ رويَّةٍ. والمصدر: العَنْج - بسكون النون وفتح العين. والأَتْو - بفتح الهمزة -: الزُّبْدُ، يقال لِلسِّقَاء إذا مُخِضَ وجاء الزُبْدُ: جاء أَتْوُهُ، ولفلان أتْوٌ، أي: عطاء، ذكر هذا في الصحاح.
فصل: [في الحد]
(١) قيس بن الخطيم بن عدي الأوسي، أبو يزيد. شاعر الأوس، وأحد صناديدها في الجاهلية، أول ما اشتهر به تتبعه قاتلي أبيه وجده حتى قتلهما. أدرك الإسلام وتريث في قبوله، فقتل قبل أن يدخل فيه. (الأعلام للزركلي).
(٢) الربيع بن أبي الحقيق من شعراء اليهود من بني قريظة، كانت إليه رئاستهم يوم حرب بعاث وكان حليفاً للخزرج. (من الحيوان للجاحظ).
(٣) العَراقي: جمع عَرْقُوَةُ. والعرقوتان: الخشبتان اللتلان تعرضان على الدلو كالصليب. (صحاح مادة عرق).
(٤) الوَذمُ: السيور التي بين آذان الدَلو وأطراف العَراقيّ، الواحدة وذَمَةٌ. وقد وَذِمَتِ الدلوُ تَوْذَمُ وذَماً، إذا انقطع وَذَمُها. (صحاح مادة وذم).