فصل: [في الحد]
  (قلت: هو من يمكنه إحكام الأشياء المتباينة) - أي: المختلفة - كل منها على حدةٍ، ونظمها على وجه الإحكام (وتمييز كلٍّ منها بما يُمَيِّزُه) عن غيره. (أو من أدرك الأشياء إدراك تمييز وإن لم يقدر على فعل محكم) يعني: أنه من أمكنه إحكام الأشياء المتباينة وتمييزها فهو عالم، وكذلك من أدرك تمييزَهَا وإحكامَها - أي: عَلِمَه - فإنه يسمى عالماً وإن لم يقع منه الفعل المحكم، إمَّا لعجزه، أو لاختياره ترك الفعل، أو غير ذلك.
  قلت: وهذا في المخلوق واضح. وأما مشاركة الخالق جل وعلا للمخلوق في هذا الحد - سواء أريد به شرح الاسم أو لا - فلا يصح؛ لأن المخلوق يَعلم بِعِلْمٍٍ والخالق - جل وعلا - يعلم لا بعلمٍ، فالخالق: العالم على الحقيقة، والمخلوق: مُعلَّمٌ على الحقيقة وعالمٌ على المجاز، ولا تجتمع الحقيقة والمجاز في حدٍّ، سواء أريد به شرح الاسم أو تصور الماهية، وقد استوفينا ذلك في الشرح.