عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): [في حدوث العالم]

صفحة 133 - الجزء 1

  الأول - وهو المراد هنا -: أن يراد به جملة ما يعقل وما لا يعقل من السماوات والأرض وما بينهما.

  والثاني: أن يراد به ما يعقل خاصة، كالملائكة والجنِّ والإنس، وَاحِدُهُم عَالَمٌ. ويقال لأهل كل عصر: عَالَم.

  وأول ما خلق الله سبحانه هو الهوَاء، الذي هو مكان لا في مكانٍ، وهو جسم لطيف يحترك ويسكن، ذكره السيد حميدان # عن العترة $، قال: واستدلوا بذلك على أن أول خلقٍ⁣(⁣١) خلقه الله تعالى يجب أن يكون وجوده مقارِناً لوجود الهواء.

  قال الحسين بن القاسم⁣(⁣٢) # في كتاب المعجز: الدليل على حدوث الهواء أنه لم يخل من الزمان طرفة عينٍ، ووجدنا الزمان محدثاً، وهو حينئذٍ سكون الهواء فعلمنا أنَّ ما لم ينفك من المحدَث ولم يوجد إلا بوجوده أن سبيله في الحدث كسبيله.

  فإن قال قائل: وما الدليل على حدوث الزمان؟

  قيل له - ولا قوة إلا بالله -: إن كل ساعةٍ منه لها أول وآخر ... إلى آخر كلامه #.

  وقال أبو الهذيل⁣(⁣٣): بل الهواء مكان للجسم وليس بجسم.


(١) أول وقتٍ خلقه الله. (ش ك).

(٢) الإمام المهدي لدين الله الحسين بن القاسم بن علي $، مولده سنة ست وسبعين وثلاثمائة، دعا بعد وفاة أبيه، وكان من كبار علماء الآل، وله آثار جمة، وانتفع بعلومه الأئمة، بلغ في العلوم مبلغاً تحتار منه الأفكار وتبتهر فيه الأبصار على صغر سنه، فلم يكن عمره يوم قيامه # إلا سبع عشرة سنة. مؤلفاته ثلاثة وسبعين مؤلفاً، قتل في وادي عرار سنة أربع وأربعمائة، وله نيف وعشرون سنة. مشهده بريدة من مخاليف صنعاء، وأحرق الله قاتله بالنار. (التحف باختصار).

(٣) محمد بن الهذيل بن عبدالله بن مكحول البغدادي أبو الهذيل العلاف، هوالشيخ المشهور المتكلم العدلي الجدلي. توفي سنة خمس ومأتين. (الجداول الصغرى باختصار). وقال في المنية والامل: كان يلقب بالعلاف؛ لأن داره في البصرة كانت في العلافية أخذ العلم عن عثمان الطويل وكان إبراهيم النظام من أصحابه، وهو من الطبقة السادسة من المعتزلة. (باختصار).