عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): [في ذكر أن صفات الله تعالى ذاته والجواب على من خالف في ذلك]

صفحة 167 - الجزء 1

  أي: غير الله، (وهي محدثة بعلمٍ محدثٍ)، فأثبتوا كونها مغايرةً لله تعالى وأنها محدثة بعلم محدث.

  (قلنا: يلزم) من قولكم هذا (الدورُ)؛ فيتوقف حدوثُها على حدوث العلم، وحدوثُ العلمِ على صفته تعالى العالمية؛ لأنه لا يُحدِثُ العلمَ الذي زعموا إلَّا عالمٌ، وإلَّا لَمَا حدث هذا العلم؛ فلزم توقف الشيء على نفسه، وسبقُه في الوجود لنفسه، وكلاهُما محال، (وإن سُلِّم عدم لزومه) أي: الدور (لزم أن يكون الله تعالى مُحْدَثاً؛ لحدوث صفته الوجودية، ونحو ذلك) أي: ويلزم أن يكون عاجزاً وجاهلاً وغيرَ حيٍّ قبل حدوث العلم المحدث (وقد مرَّ) وجه (بطلان كونه تعالى محدثاً، ونحو ذلك).

  وقالت (الأشعرية: بل) صفات الله تعالى (معانٍ) أي: قديمةٌ (قائمة بذاته) هذه رواية الإمام المهدي # والنجري عنهم، إلَّا أنهما قالا: إنه تعالى يستحقها لهذه المعاني عندهم، (ليست إيَّاه ولا غيره) ولا بعضها هو البعض الآخر ولا غيره.

  (قلنا: لا واسطة إلَّا العدم، وقد مرَّ وجه بطلان كونها معدومة) أي: كون الله تعالى غيرَ قادر ونحو ذلك.

  ثم نقول: قولكم: «قائمة بذاته» تصريحٌ منكم بحلولها في ذاته تعالى عن ذلك. وقولكم: «ليست إيَّاه ولا غيره» مناقضةٌ ظاهرة.

  قالوا: إنما هي قائمة بذاته لا على وجه الحلول.

  قلنا: يستحيل أن يقوم الشيء بالشيء ولا يكون حالّاً فيه ولا إيَّاه ولا غيرَه، فإثبات مثل ذلك توهم وخرص⁣(⁣١).

  وقال القرشي في المنهاج: واتفق أهل الجبر على أنه يستحقها لمعانٍ ثم اختلفوا، فقالت الصفاتية: لا توصف بِقِدَمٍ ولا غيره؛ لأنها صفات.


(١) الخرص: الكذب وكل قول بالظن. (قاموس).