(فصل): [في ذكر أن صفات الله تعالى ذاته والجواب على من خالف في ذلك]
  وقال ابن كُلَّاب(١): أزلية. وقال الأشعري: قديمة. واتفقا على أنها لا هي الله ولا هي غيره، ولا بعضها هو البعض الآخر ولا غيره.
  وقالت الكُرَّامية(٢): أغْيَارٌ لله تعالى أعراض حالَّة في ذاته. انتهى.
  قلت: فعلى هذا لا فرق بين قولهم - ما خلا الكُرَّامية - وبين قول المعتزلة في أن صفاته أمور أو مزايا زائدة على ذاته إلَّا باختلاف اللفظ والعبارة فقط، والله أعلم.
  وقالت (الكُرَّامية) من المجبرة: (بل) صفات الله تعالى (معانٍ قديمةٌ) أي: غَيْرُه حالَّة فيه، تعالى عن ذلك.
  (قلنا: يلزم آلهة، ولا إله إلا الله؛ لِما سيأتي(٣) إن شاء الله تعالى) في مسالة نفي الثاني.
  (قالوا) أي: من تقدم ذكره من المخالفين لنا في صفاته تعالى: (لو كانت) أي: صفات الله (هي ذات الله لَمَا وجب تكرير النظر) علينا (بعد معرفتها) كما سبق ذكره عنهم.
  (قلنا) في الرد عليهم: (ذاتُ الله هي الله) لا غيره ولا بعضه؛ إذ لا يُوصف بالبعضية إلَّا المحدثات (ولم يعرفِ اللهَ تعالى مَن لم يكرر النظر، فتكرير النظر لم يكن بعد معرفةِ ذاتِ اللهِ حينئذٍ) كما سبق تحقيقه.
(١) عبدالله بن سعيد ويقال: عبدالله بن محمد أبو محمد بن كلاب القطان، ذكره ابن النجار في تاريخ بغداد ذكر من لا يعرف حاله فقال: ذكره محمد بن إسحاق النديم في كتاب الفهرست وقال: إنه من أئمة الحشوية وله مع عباد بن سليمان مناظرات وكان يقول: إن كلام الله هو الله، وكان عباد يقول إنه نصراني بهذا القول. ووفاة ابن كلاب فيما يظهر بعد الأربعين ومائتين بقليل. (طبقات الشافعية باختصار).
(٢) فرقة من المجبرة وهم مجسمة بخراسان فريقان طرائقية وخائفية، ولهم أقاويل مضطربة، والكرامية أيضاً أصحاب أبي عبدالله محمد بن كرّام وهم فرق جمعوا بين الجبر والتشبيه ومنعوا تكليف ما لا يطاق ومقارنة القدرة للمقدور، وظهر مذهب الكرامية في أيام الظاهرية بنيسابور. (من الشرح الكبير).
(٣) في (أ، ب): يأتي.