عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

فرع: [والله ليس بذي مكان]:

صفحة 180 - الجزء 1

  (قلنا: لو كان تعالى جسماً لكان مُحدثاً كسائر الأجسام؛ لحصول دليل الحدوث فيه) وهو أثر التدبير ومقارنته للعَرَض الحادث (مثلها) أي: مثل سائر الأجسام، (وقد مَرَّ الدليل على أن الله تعالى ليس بمُحْدَثٍ. و) أيضاً (قال) الله (تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}⁣[الشورى: ١١]، فنفى سبحانه وتعالى مماثَلَتَهُ لشيءٍ من الأشياء.

فرع: [والله ليس بذي مكان]:

  قالت (العترة $ وصفوة الشيعة والمعتزلة وغيرهم) من أهل المِلَّة: (و) الله سبحانه (ليس بذي مكانٍ) يشغله ويتمكن فيه، ولا ذي انتقال من جهة إلى جهة؛ لأنه لا يُعقل حاصلاً في الجهة إلَّا ما كان جسماً أو تابعاً للجسم لا ينفك عنه كالعَرَض، وذلك من خصائص المحدثات. وأيضاً فإن المكان والجهة محدثان مخلوقان والله سبحانه [هو⁣(⁣١)] الأول والآخر.

  وقالت (المجسِّمة(⁣٢)) وهم من تقدم ذكره آنفاً: (بل هو) تعالى (على سرير) مستقر عليه.


= صورة أمرد جعد قطط فخر أبو عبدالله ساجداً ثم رفع رأسه فقال: سبحان الله الذي ليس كمثله شيء. وفي أمالي الصدوق ١/ ٣٥١: عن الصقر بن ذلف قال: سألت أبا الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا # عن التوحيد وقلت له: إني أقول بقول هشام بن الحكم فغضب # ثم قال: ما لكم ولقول هشام؟! إنه ليس منا من زعم أن الله جسم. وفي البحار ٣/ ٣٠٨ عن البزنطي عن الرضا # قال: قال لي: يا أحمد، ما الخلاف بينكم وبين أصحاب هشام بن الحكم في التوحيد؟ فقلت: جعلت فداك، قلنا نحن بالصورة للحديث الذي أن رسول الله رأى ربه في صورة شاب، فقال هشام بن الحكم بالنفي بالجسم ... إلخ، ثم قال المجلسي: بيان بالنفي أي: نفي الصورة مع القول بالجسم. انتهى. إلى غير ذلك من رواياتهم وهي كثيرة ويظهر منها ذكر أقوال الهشامين وأصحابهما عند الصادق والكاظم والرضا $ ومن بعدهما أي: في حياة الهشامين وبعد موتهما فلا تصح دعوى البعض رجوعهما عن هذه الأقوال.

(١) مثبت في (أ).

(٢) هم من قال: إن الله جسم ذو أعضاء على الحقيقة، وكابر الأدلة من العقل والشرع الدالة على نفي الجسمية عن الله نفياً قاطعاً كقوله تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ...}⁣[الشورى: ١١]، وغيرها كثير.