فرع: [والله ليس بذي مكان]:
  وقالت (الكلابية) من المجبرة: (بل) هو (عليه) أي: على السرير، وهو العرش (بلا استقرار)؛ اغتراراً [بظاهر(١)] قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}[طه: ٥].
  (و) قال (بعض الكرامية:) إنه تعالى (بجهة فوق).
  قال الإمام يحيى #: اختلف القائلون بالجهة، فمنهم من قال: إنَّ ذاته تعالى كائنة في كل مكان، وإنه فضاءٌ لا نهاية له.
  قلت: وهؤلاء هم عُبَّادُ الأهوية؛ لاعتقادهم أن الهواء هو ربهم. قالوا: لأنه محيط بالأشياء، فيه كل شيء، وهو مع كل شيء، قالوا: وجدنا فيه الحياة وعند انقطاعه الموت.
  قال: ومنهم من قال: إنه تعالى في جهةٍ دون جهةٍ ومكانٍ دون مكانٍ، ثم اختلفوا، فمنهم من قال: إنه بجهة فوق لا بمعنى أنه شاغل لجهة فوق.
  ومنهم من قال: هو(٢) بجهةٍ فوق العرش مُمَاسٌّ للعرش.
  قال: والقولُ بكونه تعالى بجهة فوق: إمَّا على جهة المُماسَّة [للعرش(٣)]، وإما على جهة المباينة لذاته للعرش لبُعدٍ متناهٍ - هو مقالة الكرامية، فإن مقالتهم لا تخلو عن هذين الوجهين.
  [وقال بعضهم: إنه بجهة فوق مماس للعرش، وبعضهم يزعم أنه بجهة فوق لا بمعنى أنه شاغل لجهة فوق(٤)].
  وقالت (الصوفية: بل) هو تعالى (يحل في الكواعب الحسان ومن أشبههن من المردان)، تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً، ومثل هذه الرواية عن الصوفية حَكَى الإمامُ المهدي # وغيرُه عنهم لعنهم الله تعالى.
(١) ساقط من (ب).
(٢) في الأصل: «إنه تعالى». وفي (أ): هو بجهة.
(٣) ما بين المعقوفين ساقط في (أ).
(٤) ما بين المعقوفين ساقط في (ب).