عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

فرع: [والله ليس بذي مكان]:

صفحة 181 - الجزء 1

  وقالت (الكلابية) من المجبرة: (بل) هو (عليه) أي: على السرير، وهو العرش (بلا استقرار)؛ اغتراراً [بظاهر⁣(⁣١)] قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}⁣[طه: ٥].

  (و) قال (بعض الكرامية:) إنه تعالى (بجهة فوق).

  قال الإمام يحيى #: اختلف القائلون بالجهة، فمنهم من قال: إنَّ ذاته تعالى كائنة في كل مكان، وإنه فضاءٌ لا نهاية له.

  قلت: وهؤلاء هم عُبَّادُ الأهوية؛ لاعتقادهم أن الهواء هو ربهم. قالوا: لأنه محيط بالأشياء، فيه كل شيء، وهو مع كل شيء، قالوا: وجدنا فيه الحياة وعند انقطاعه الموت.

  قال: ومنهم من قال: إنه تعالى في جهةٍ دون جهةٍ ومكانٍ دون مكانٍ، ثم اختلفوا، فمنهم من قال: إنه بجهة فوق لا بمعنى أنه شاغل لجهة فوق.

  ومنهم من قال: هو⁣(⁣٢) بجهةٍ فوق العرش مُمَاسٌّ للعرش.

  قال: والقولُ بكونه تعالى بجهة فوق: إمَّا على جهة المُماسَّة [للعرش⁣(⁣٣)]، وإما على جهة المباينة لذاته للعرش لبُعدٍ متناهٍ - هو مقالة الكرامية، فإن مقالتهم لا تخلو عن هذين الوجهين.

  [وقال بعضهم: إنه بجهة فوق مماس للعرش، وبعضهم يزعم أنه بجهة فوق لا بمعنى أنه شاغل لجهة فوق⁣(⁣٤)].

  وقالت (الصوفية: بل) هو تعالى (يحل في الكواعب الحسان ومن أشبههن من المردان)، تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً، ومثل هذه الرواية عن الصوفية حَكَى الإمامُ المهدي # وغيرُه عنهم لعنهم الله تعالى.


(١) ساقط من (ب).

(٢) في الأصل: «إنه تعالى». وفي (أ): هو بجهة.

(٣) ما بين المعقوفين ساقط في (أ).

(٤) ما بين المعقوفين ساقط في (ب).