عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[ذكر العرش وحقيقته]

صفحة 183 - الجزء 1

  وأما قول الموحِّدين: «الله بكل مكان» فمعناه: أنه حافظ مدبر بكل مكان، لا يغيب عن الأشياء، ولا يغيب عنه شيء قَرُبَ أو نأى. قال علي # في جواب الجاثليق حين قال له: أخبرني عن الله - سبحانه - أين هو؟ فقال #: (هو هاهنا وهاهنا وهاهنا [هاهنا]⁣(⁣١)، فوقَنا وتحتَنا ومحيط بنا، وهو معنا لا يزول، وذلك قوله تعالى: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ..} الآية) [المجادلة: ٧].

[ذكر العرش وحقيقته]:

  قال (جمهور أئمتنا $) كالقاسم⁣(⁣٢) والهادي


(١) من (نخ).

(٢) الإمام أبو محمد نجم آل الرسول، وإمام المعقول والمنقول، القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن السبط À وسلامه. قام لما سمع بموت أخيه الإمام محمد بن إبراهيم بمصر سنة تسع وتسعين ومائة، ولبث في دعاء الخلق إلى الله إلى سنة ست واربعين ومائتين. ورد عن جده الرسول ÷ ما رواه أئمتنا أنه قال ÷: «يا فاطمة إن منك هادياً ومهدياً ومستلب الرباعيتين لو كان نبي بعدي لكان إياه». دعا إلى الله في بعض الشدائد فامتلأ البيت نوراً. توفي الإمام القاسم وله سبع وسبعون سنة. كان نجم آل الرسول ÷، المبرز في أصناف العلوم وبثها ونشرها وإذاعتها، روى أبو العباس الحسني | أن جعفر بن حرب دخل على القاسم بن إبراهيم # فجاراه في دقائق الكلام، فلما خرج من عنده قال لأصحابه: أين كنا عن هذا الرجل، فوالله ما رأيت مثله؟ وروى أيضاً عن محمد بن عبدالعزيز بن الوليد قال: سألت الحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي $ عن أبي محمد القاسم بن إبراهيم # فقال: سيدنا وكبيرنا والمنظور إليه من أهلنا، وما في زماننا هذا أعلم منه، ولقد سمعته يقول: قد قرأت القرآن والتوراة والإنجيل والزبور، وما علمي بتأويلها دون علمي بتنزيلها، ثم قال: لو سألت أهل الأرض من علماء أهل البيت لقالوا فيه مثل قولي استشهد أخوه محمد بن إبراهيم وهو بمصر، فلما عرف ذلك دعا إلى نفسه وبث الدعاة وهو على حال الاستتار، فأجابه عالم من الناس من بلدان مختلفة، وحثوه على الظهور وإظهار الدعوة، فأقام # بمصر نحو عشر سنين. واشتد الطلب له هناك من عبدالله بن طاهر، فلم يمكنه المقام فعاد إلى بلاد الحجاز وتهامة، وخرج جماعة من دعاته من بني عمه وغيرهم إلى بلخ والطالقان وغيرها فانتشر خبره قبل التمكن من ذلك، فتوجهت الجيوش في طلبه نحو اليمن، فاستنام إلى حي من البدو واستخفى فيه، وأراد الخروج بالمدينة في وقت من الأوقات، فأشار عليه أصحابه بأن لا يفعل ذلك، ولم يزل على هذه الطريقة مثابراً على الدعوة صابراً على التغرب والتردد في النواحي والبلدان متحملاً للشدة، مجتهداً في إظهار دين الله. روى السيد أبو طالب قال: اشتد الطلب =