عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[ذكر العرش وحقيقته]

صفحة 184 - الجزء 1

  والناصر⁣(⁣١)


= على القاسم بن إبراهيم وضاقت عليه المسالك وكان في حانوت إسكاف من خلص الزيدية فنودي نداء بليغاً: برئت الذمة ممن آوى القاسم بن إبراهيم، وممن لم يدل عليه، ومن دل عليه فله ألف دينار، وكذا كذا من البز، والإسكاف مطرق يسمع ويعمل، لا يرفع رأسه فقالوا للإسكاف: نراك ما ارتعت، فقال: ومن لي بالارتياع ولو قرضت بالمقاريض بعد رضا رسول الله في وقاية ولده بنفسي. وروى أحمد بن عيسى بن زيد $ قال: طلبنا هارون أنا والقاسم بن إبراهيم وعبدالله بن موسى فتفرقنا في البلاد فوقعت إلى ناحية الري، ووقع عبدالله بن موسى إلى الشام، وخرج القاسم إلى اليمن فلما توفي هارون اجتمعنا في الموسم فتشاكينا ما مر بنا فقال القاسم #: أشد ما مر علي أني لما خرجت من مكة أريد اليمن في مفازة لا ماء فيها، ومعي بنت عمي زوجتي وبها حبل فجاءها المخاض في ذلك الوقت، فحفرت لها حفرة لتتولى أمر نفسها وضربت في الأرض أطلب الماء لها، فرجعت إليها وقد ولدت غلاماً فأجهدها العطش فرجعت إليها وقد ماتت والولد حي، فكان بقاء الولد أشد علي من وفاة أمه فصليت ركعتين ودعوت الله أن يقبضه فما فرغت من دعاني حتى مات، وكان قد ورد الكوفة في بعض الأوقات، واجتمع معه هناك في دار محمد بن منصور: أحمد بن عيسى بن زيد فقيه آل رسول الله ÷ وعابدهم، وعبدالله بن موسى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن الفاضل الزاهد، والحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد، وكانت فضيلة السبق انتهت إلى هؤلاء من جملة أعيان العترة فاختاروا القاسم # للإمامة وقدموه على أنفسهم وبايعوه، وذلك في سنة عشرين ومائتين. وروى الإمام المنصور بالله #: أن المأمون توصل بمن قدر عليه في أن يصافيه، ويأمن جانبه فأبى ذلك أشد الإباء، وأمر إليه بوقر سبعة أبغل دنانير على أن يأخذها، ويجيب عن كتابه أو يبتديه بكتاب فكره ذلك ورد المال. وعن أبي عبدالله الفارسي قال: حججنا مع القاسم بن إبراهيم # فاستيقظت في بعض الليل وافتقدته فخرجت وأتيت المسجد الحرام؛ فإذا أنا به وراء المقام لاطئاً بالأرض ساجداً وقد بل الثرى بدموعه، وهو يقول: إلهي من أنا فتعذبني، فوالله ما يشين ملكك معصيتي، ولا يزين ملكك طاعتي، وكان # انتقل إلى الرس في آخر أيامه، وتوفي بها ودفن فيها. (التحف والمصابيح والإفادة ومآثر الأبرار وغيرها باختصار).

(١) الإمام الناصر لدين الله أبو الحسن أحمد بن الإمام الهادي إلى الحق $، كان وقت وفاة أبيه في الحجاز، فلما قدم بعد تخلي الإمام المرتضى واعتزاله للعبادة اجتمع الإمامان وبايع الإمام المرتضى أخاه الإمام الناصر. ولم يزل الإمام الناصر قائماً بأمر الله، مثابراً لأعداء الله، وأظهره الله على أقطار اليمن كافة، واستأصل أرباب الدعوة الملحدة من القرامطة الباطنية، قُتل في وقعة واحدة ثمانية وأربعون رئيساً من دعاتهم، وأما العساكر والأتباع، فلم تنحصر القتلى منهم حتى جرت الدماء جري الأنهار. قبضه الله في ثامن عشر من ذي الحجة سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، ومدة قيامه بالإمامة ثلاث وعشرون سنة. [من] مؤلفاته: كتاب التوحيد في نهاية البيان والتهذيب، وكتاب النجاة ثلاثة عشر جزءاً، وكتاب مسائل الطبريين جزآن في الفقه، وكتاب علوم القرآن، وأربعة أجزاء في الفقه، وكتاب التنبيه، وكتاب أجاب به الخوارج الإباضية، وكتاب الدامغ أربعة أجزاء. وقبره: بمشهد أبيه $. (التحف باختصار).