عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[ذكر العرش وحقيقته]

صفحة 185 - الجزء 1

  والمرتضى⁣(⁣١) وغيرهم من المتقدمين $، (ونشوان) بن سعيد الحميري⁣(⁣٢): و (العرش) الذي ذكره الله في القرآن مجاز؛ لأنه (عبارة عن عِزِّ الله تعالى وملكه، وذلك) أي: التعبير بالعرش عن العِزِّ والملك (ثابتٌ لغةً، قال ربيعة بن عبيد:

  إن يقتلوك فقد ثَلَلْتَ عروشهم ... بعُتَيْبَةَ بن الحارث بن شهاب)

  أي: هدمت عِزّهم وملكهم، (وقال زهير بن أبي سلمى(⁣٣):

  تداركتما عبساً وقد ثُلَّ عرشُها ... وَذِبْيَانَ قد زَلَّتْ بأقدامها النَّعلُ)

  أي: عزها وملكها، (وقال رجل⁣(⁣٤) من بني كلب: رأوا عرشي) أي: عزي وسلطاني (تثَلَّم جانباه) أي: تهدم وتخرَّم جانباه (فلما أن تَثَلَّم أفردوني) أي: خذلوني وتركوني مفرداً، ولا يخفى أنهم لم يريدوا بالعرش في مثل هذا السريرَ وإنما


(١) الإمام المرتضى لدين الله أبو القاسم محمد بن يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم $. دعا إلى الله بعد وفاة أبيه، من مؤلفاته: كتاب الأصول في التوحيد والعدل، وكتاب النوازل [وغيرها] وتخلى عن الإمامة واعتزل للعبادة وبايع أخاه الناصر. توفي أيام أخيه الإمام الناصر سنة عشر وثلاثمائة، وله من العمر اثنتان وثلاثون سنة. وقبره بمشهد أبيه $. (التحف باختصار).

(٢) نشوان بن سعيد الحميري، أبو سعيد، أو أبو الحسن، من نسل حسان ذي مراثد من ملوك حمير، قاض علامة باللغة والأدب من أهل بلدة حوث من بلاد حاشد، شمالي صنعاء. (الأعلام للزركلي باختصار). وقال في اللآلئ المضية: المراد بنشوان: القاضي نشوان بن سعيد الحميري، فإنه من العلماء الكبار ولكنه لم ينتفع بعلمه، ورفض مذهب أهل البيت $ وموالاتهم. انتهى. وذكر في لوامع الأنوار عن الإمام عزالدين # حيث قال لما وقف على قبره:

يا قبر نشوان ما ضمنت من حكم ... ومن علوم له تربي على الديم

يا قبر نشوان لولا النصب فقت على ... من كان من علماء العرب والعجم

انتهى باختصار.

(٣) زهير بن أبي سلمى ربيعة بن رياح المزني، من مضر ولد في بلاد مزينة بنواحي المدينة، وكان يقيم في الحاجر من ديار نجد، قيل: كان ينظم القصيدة في شهر وينقحها ويهذبها في سنة فكانت قصائده تسمى الحوليات، أشهر شعره معلقته التي مطلعها: أمن أم أوفى دمنة لم تكلم. (الأعلام للزركلي باختصار).

(٤) البيت في ديوان الحماسة، ولم ينسب لأحد سوى قوله: «وقال رجل من بني كلب». انظر التبريزي: شرح ديوان الحماسة ١/ ١٠٥.