عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

فصل: [لا إله غير الله تعالى]

صفحة 212 - الجزء 1

  قضى به العقل والسمع، (أو) يكون (للاضطرار) من بعض الآلهة (إلى المصالحة) خوفاً من المنازعة والفساد، (أو لقهر الغالب) من الآلهة (المغلوب) منهم، (وأيّاً ما كان) من الاضطرار والقهر (فهو عجز) من المضطر والمقهور (والعجزُ لا يكون إلَّا للمخلوقين) فهو من خواصهم؛ (إذ هو) أي: العجز (وَهْنُ العُدد والآلات) أي: ضعفها، والعددُ والآلاتُ أعراضٌ وأجسام، فالأعراضُ كالشجاعة وقوة القلب وصفاء الذهن وجودة التدبير، والأجسامُ كالسلاح والكراع ونحو ذلك مما يُستعان به على المقاتلة، (وليست) أي: العُدد والآلات (إلَّا للمخلوقين) لا للخالق جل وعلا؛ (لِما ثبت من غناه سبحانه عن كل شيء بما مَرَّ ذكره) من الأدلة على ذلك، (وذلك) الذي ذكرنا من العجز (مبطل لكونهم آلهة)، وإنما هي أسماء سمَّوها هم وآباؤهم لا معنى لها، (ولأن) ما ادَّعوه من الآلهة محدثة مخلوقة؛ لوضوح آثار التدبير والحدوث فيها، و (المخلوق) الذي قد ثبت عجزه (ليس بكفؤ للخالق) القادر على كل شيء؛ (لكونه) أي: المخلوق (مملوكاً) مربوباً، (والمملوك لا يشارك المالك في ملكه)، بل هو وما تحت يده من جملة ملك مالكه.

  قال السيد الإمام العلامة المرتضى بن مفضل⁣(⁣١) - قدس الله روحه -: قد ثبت


(١) المرتضى بن مفضل بن منصور بن العفيف [(⁣١)] بن محمد بن المفضل بن الحجاج بن علي بن يحيى بن القاسم بن يوسف بن احمد بن الهادي يحيى بن الحسين، السيد العلامة، كان مشغوفاً بالعلم منذ ترعرع، أدرك الإمام إبراهيم بن تاج الدين. قرأ على والده، وقرأ هو والإمام محمد بن المطهر بحوث على الفقيه محمد بن يحيى حنش. كان مجتهداً عالماً اجتهاداً مطلقاً، في غاية الكمال في العلم والفضل والورع والزهد، بلغ في ذلك مبلغاً فاق به على من تقدمه، وكان مشغوفاً بالعلم منذ أن نشأ إلى أن شاخ، ثم أقام بعد ذلك بشظب ونشر العلم هنالك ودرس، وكان مشتغلاً بالتأليف لا يخرج من بيته إلا للإقراء، وكان أشد الناس حرصاً على تشييد أمر الإمام المهدي محمد بن المطهر، ولم يزل على كل خصلة حميدة حتى توفي سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة، وقبر بجزع عياش من هجرة الظهراوين عند قبور أهله بشظب، وهو معروف مشهور. (طبقات الزيدية باختصار).


[١] قال في لوامع الأنوار: العفيف هو محمد.