عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[المجاز]

صفحة 236 - الجزء 1

  اللغة وأشعارُ العرب وكلامها مشحون به، وأطبق البلغاء على أن المجاز والكناية أبلغ من الحقيقة والتصريح⁣(⁣١).

  (خلافاً لأبي علي الفارسي⁣(⁣٢) و) الشيخ أبي إسحاق (الإسفرائيني⁣(⁣٣) وغيرهما مطلقاً) أي: فإنهم أنكروا المجاز في القرآن وفي غيره، وحملوا المجازات الواردة على الحقيقة، وقالوا: إن الأسد موضوع لكل شجاع.

  (لنا: قوله) أي: قول الهذلي:

  (وإذا المنيةُ أنشبت أظفارها) ... ألفيتَ كلَّ تميمةٍ لا تنفعُ

  والمعلوم أن المنية - التي هي الموت - لا أظفار لها، ولكنه شبهها بالسَّبع.

  (و) لنا: (ما يأتي) الآن (إن شاء الله تعالى) وفيما بعدُ في أثناء تقسيم المجاز.

  (و) خلافاً (للإمامية في الكتاب العزيز) فإنهم قالوا: لا مجاز فيه.

  (لنا) عليهم (قوله تعالى: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ}) [الإسراء: ٢٤]، فإنه يعلم أنه قد شبه الولد بالطائر الذي يخفض جناحيه على ولده حين يحضنه ويدف⁣(⁣٤) بهما عليه؛ لأنه لا جناح للولد حقيقة.


(١) لأن الانتقال فيهما من الملزوم إلى اللازم، فهو كدعوى الشيء ببينة؛ لأن وجود الملزوم يقتضي وجود اللازم، والمعنى أن المجاز والكناية يفيدان زيادة تأكيد الإثبات ... الخ. الشرح الكبير.

(٢) الحسن بن أحمد بن عبدالغفار الفارسي الأصل، أبو علي، أحد الأئمة في علم العربية، ولد في فسا (٢٨٨ هـ) (من أعمال فارس) ودخل بغداد سنة ٣٠٧ هـ وتجول في كثير من البلدان، وقدم حلب سنة ٣٤١ هـ فأقام مدة عند سيف الدولة، وعاد إلى فارس، ثم رحل إلى بغداد فأقام إلى أن توفي بها (٣٧٧ هـ). من كتبه: التذكرة في علوم العربية عشرون مجلداً، وغيرها. (الأعلام للزركلي باختصار).

(٣) إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن مهران، أبو إسحاق: عالم بالفقه والاصول. نشأ في إسفرايين (بين نيسابور وجرجان)، ثم خرج إلى نيسابور وبنيت له فيها مدرسة، ورحل إلى خراسان وبعض أنحاء العراق، فاشتهر. له كتاب (الجامع) في أصول الدين، خمس مجلدات، مات في نيسابور (٤١٨ هـ)، ودفن في اسفرايين. (الأعلام للزركلي باختصار). وفي الوافي بالوفيات: أبو إسحاق الإسفراييني الأصولي المتكلم الأشعري الفقيه الشافعي.

(٤) دَفَّ الطَّائِرُ دَفِيفاً، وَذَلِكَ أَنْ يَدُفَّ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ، يُحَرِّكُ جَنَاحَيْهِ وَرِجْلَاهُ فِي الْأَرْضِ. (مقاييس اللغة مادة دفف).