[علاقات المجاز]
  لا تَسْقِنِي مَاءَ الكآبةِ إِنَّنِي ... صَبٌّ قَد استَعْذَبْتُ مَاءَ بُكَائِي
  قال لأبي تمَّام: اعطني في هذا الكوز من ماء كآبتك العذب، فقال أبو تمام: خذ هذا المقراض واقصص لي ريشتين من جناح الذل.
  (و) أما (تأويلهم) أي: تأويل من أنكر المجاز (بأنها) أي: تلك المجازات المذكورة وغيرها (حقائق) - فهو (خلاف المعلوم من لغة العرب، فلتتبع) أي: لغة العرب، ومع تتبُعِها ومعرفةِ مقاصد أهلها يُعرف بطلان قول منكري المجاز.
[علاقات المجاز]:
  قال #: (ولا بدَّ) في المجاز (من علاقةٍ(١)) رابطةٍ (بين المدلول الحقيقي والمجازي)، فالحقيقيُّ هو السَّبُعُ مثلاً، والمجازيُّ هو الرجل الشجاع، والعلاقةُ الرابطةُ [بينهما](٢) هي الشجاعة ونحو ذلك، (فإن كانت) أي: العلاقة (غيرَ المشابهةِ بينهما) أي: بين الحقيقي والمجازي (فالمرسل(٣)) أي: فهو الذي يسمَّى المجاز المرسل، نحو «اليد» الموضوعة للجارحة إذا استُعملت في النعمة(٤)؛ لَمَّا كانت النعمة في الأغلب لا تصل المُنْعَم عليه إلَّا من اليد فسمِّيت باسم سببها، (وإلَّا) أي: وإلا تكن العلاقة غيرَ المشابهةِ، بل كانت هي المشابهة (فالاستعارة) أي: فذلك المجاز يسمَّى استعارة(٥).
  وللمرسل والاستعارة أقسامٌ وشروطٌ مذكورة في كتب المعاني والبيان، وقد
(١) العلاقة بالفتح في المحبة ونحوها، وبالكسر في السوط ونحوه. (قاموس).
(٢) ساقط من (أ).
(٣) لإرساله عن التقييد، بخلاف الاستعارة فإنها مقيدة بادعاء أن المشبه من جنس المشبه به. شرح تلخيص. (من هامش ب).
(٤) في الأصل: للنعمة. وما أثبتناه من (أ، ب).
(٥) يسمى به تمييزاً له عن قسيميه، والأصوليون كثيراً ما يطلقون الاستعارة على كل مجاز فلا يغفل عن ذلك. شرح الشيخ لطف الله على الفصول. وفي بعض الحواشي: وأهل الأصول يطلقون الاستعارة على ما يفهم المجاز المرسل. (هامش غاية). من هامش (ب).