عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[كلام بعض المخالفين في الإرادة والجواب عليهم]

صفحة 309 - الجزء 1

  وجهٍ وفي وقت دون وقت، لا كما زعمت الفلاسفة من أنه مُوجِبٌ بالذات لا فاعلٌ بالإرادةِ والاختيارِ، ولا كما زَعَمَت النجارية من أنه مريد بذاته لا بصفته⁣(⁣١). انتهى.

  وحينئذٍ يكون الفرق بين قول الأشعرية والنجارية أن الأشعرية قالوا: مريد لذاته، والنجارية قالوا: مريد بذاته، فإن كانت اللام والباء للتعليل فهما كقول أبي علي وأبي هاشم في صفات الله تعالى إنها مقتضاةٌ عن الذات أو عن الصفة الأخص وقد مَرَّ إبطالُ ذلك، والله أعلم.

  وفي بعض النسخ زيادة، وهي: (وأن تكون ذاته مختلفة؛ لأن إرادته الصيام في رمضان خلافُ إرادتِهِ تركه يوم الفطر؛ لأن التخالف لا يكون إلا بين شيئين فصاعداً). إلى هنا تم الزائد، وهو مبنيٌ على نسخة متقدمة كانت في الأساس في الرواية عن النجارية، وهي: «النجارية: بل ذاته». والله أعلم.

  وقال هشام بن الحكم ومتابعوه من (الرافضة: بل) إرادته تعالى (حركة لا هي الله تعالى ولا هي غيره). قال النجري: يحتمل أن يريدوا الحركة على حقيقتها بناءً على التجسيم، وأن يريدوا بها صفة المريدية التي أثبتها المعتزلة فيكون الخطأ في العبارة فقط.

  (قلنا: لا واسطة) في هذه القسمة التي زعموها (إلَّا العدم) فإذا لم تكن حركةً للهِ - تعالى عن ذلك - ولا حركةَ غيره وقد زعموا أنها حركة فهي عدمٌ محضٌ.

  وقال: (الحضرمي)، وعلي بن مَيْثَم، ومن تبعهما: (بل) إرادته تعالى (حركة في غيره) تعالى.

  (قلنا: إذاً فالمريد غيره تعالى) وهو ذلك الغير؛ لاختصاص الحركة به، (وإن سُلِّمَ لزم الحاجة) أي: حاجة الله سبحانه إلى ذلك الغير المتحرك؛ ليوجد به


(١) في (ب): «لا بصفة».