[معاني الضلال والإضلال]
  الآخرة. وكما قال تعالى: {بَلِ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلاَلِ الْبَعِيدِ}[سبأ: ٨]، أي: في العذاب والعقوبة المُبْعِدَةِ.
  (و) قد يكون (بمعنى الغواية عن واضح الطريق، ومنه) قوله تعالى(١): ({وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى} [طه: ٧٩]، أي: أغواهم) أي: أمالهم (عن طريق الحق) وهو الإيمان بالله ورسله والقبولِ لما جاؤوا به عن الله ø.
  (والإضلال) في لغة العرب (بمعنى الإهلاك، والتعذيب، والإغواء، كما مَرَّ) في ذكر الضلال سواء.
  (و) قد يكون الإضلال (بمعنى الحُكم والتَّسمية)، كما (قال الشاعر:
  ما زال يهدي قومه ويضِلُّنا ... ................ البيت)
  الذي تقدم ذكره، أي: يحكم علينا بالضلال ويُسمينا به.
  وقد يكون الضلال بمعنى النسيان، كما قال تعالى: {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى}[البقرة: ٢٨٢].
  وبمعنى الذهاب عن الشيء والغفلة عنه، نحو قوله تعالى: {وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى}[الضحى: ٧]، أي: وجدك غافلاً عما أرادك به من النبوة والكرامة.
  إذا عرفت ذلك (فيجوز أن يقال: إنَّ الله يُضل الظالمين بمعنى يحكم عليهم بالضلال ويُسميهم به؛ لَمَّا ضلُّوا عن طريق الحق) أي: مالُوا عنها، وهكذا ذكره
= وأربعمائة، وتوفي ليلة عرفة سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة، ذكره في (الجامع)، وقيل سنة ثلاث وثلاثين بجرجانية خوارزم بعد رجوعه من مكة. (طبقات الزيدية باختصار).
(١) وقد يسبق إلى فهم من لم يتدبر أن الإمام # لم يفرق بين الثلاثي والرباعي حيث قال: ومنه وأضل، مع أن مصدره الإضلال، والكلام في الضلال، ولو تأمل لما قدح في ذهنه شيء من ذلك الإشكال، على أنه قد يستعار مصدر أحدهما اسماً للآخر كما ....... [(١)] والله الموفق. كتبه مجدالدين بن محمد عفا الله عنه.
[١] هنا عبارة لم تتضح ولعلها: قد ورد.