عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[معاني الفتنة]

صفحة 326 - الجزء 1

  غووا) أي: ضلُّوا ومالُوا (عن طريق الحق، و) أنه تعالى (يُغويهم في الآخرة، بمعنى يُتعبهم) بالعذاب الدائم (جزاءً على أعمالهم) التي عصوا الله تعالى بها في الدنيا.

  قالت (العدلية: لا بمعنى صرفهم عن طريق الحق) إلى طريق الضلال فلا يجوز؛ لأنه جَوْرٌ تعالى اللهُ عنه، (خلافاً للمجبرة) فقالوا: يجوز ذلك؛ لِمَا قد عُرف من مذهبهم.

  (قلنا: ذلك ذمٌّ لله تعالى وتزكية لإبليس لعنه الله، كما مَرَّ) آنفاً.

[معاني الفتنة]:

  (والفتنة في لغة العرب) تكون لمعانٍ أيضاً:

  (بمعنى المحنة) والتمحيص، (كما قال ÷: «سيأتي من بعدي فتنٌ متشابهة⁣(⁣١) كقطع الليل المظلم فيظن المؤمنون أنهم هالكون عندها، ثم يكشفها الله بنا أهل البيت ..» الخبر)، تمامه: «برجل من ولدي خامل الذكر، لا أقول: خاملاً في حسبه ودينه وعلمه، ولكن لصغر سنه وغيبته عن أهله واكتتامه في عصره»⁣(⁣٢)، فالمراد بالفتن هنا: المحن والشدائد.

  (و) قد تكون الفتنة (بمعنى الاختبار) والتمييز، كما (قال تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا ..} الآية [العنكبوت: ٣]، أي: اختبرناهم) أي: مَيَّزْنَا بعضهم من بعض بما يظهر من أعمالهم عند الشدائد (بالتكاليف) الصعبة (والشدائد) من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، فَلَيَعْلَمَنَّ الله الذين صدقوا في إيمانهم وصبروا في طاعة ربهم، وليعلمنَّ الكاذبين الذين لم يصدقوا في إيمانهم ولم يثبتوا عليه في السراء والضراء، وكانوا⁣(⁣٣) كما قال الله سبحانه:


(١) قول: «متشابهة» أي: يشبه بعضها بعضاً فلا يدرى أيّها الحق وأيها الباطل. (شرح ابن لقمان). من هامش (ب).

(٢) رواه الإمام الحسين بن القاسم العياني # في مجموعه، وذكره السيد حميدان # في مجموعه.

(٣) في (أ): «فكانوا».