تنبيه:
  فكيف في حق(١) الخالق الغني عن كل شيء؟! (و) مع ذلك هو (تزكية لإبليس) وجنوده (كما مَرَّ) لهم، وقد عرفت - بحمد الله - فساد عقائدهم، وبطلانَ أقوالِهِم، وتهافُتَهم في الضلال، واجتراءَهم على الله ذي الكبرياء والجلال.
  واعلم أن هذه الكلمات ونحوَها من المتشابه يجب ردُّها إلى المحكم، كما قال الله ø: {هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ}، ولا يجوز أن يُطلق على الله سبحانه وتعالى منها شيءٌ إلا مع قرينةٍ صارفةٍ عن إرادة الخطأ ونسبةِ النقص إليه سبحانه وتعالى. وكذلك غيرها من سائر الكلمات المشتركة بين معانٍ لا يجوز إطلاق بعضها على الله تعالى.
تنبيه:
  لَمَّا سبق ذكر الاختبار والابتلاء في أثناء ما تقدم وكان معناهما في اللغة: أن يتصفح الجاهل أحوال المُخْتَبَرِ والمُبتلى ويعرف ما يؤُول إليه أمرهما، وكان هذا المعنى لا يجوز على الله سبحانه وتعالى؛ لأنه عالم الغيب والشهادة - أراد # أن يبين معنى الاختبار والابتلاء في حق الله تعالى فقال:
(تنبيه:) [معنى الاختبار والابتلاء من الله سبحانه]:
  (اعلم أنَّ مِنَ الناس من يعبد الله على حرف) أي: على طرف من الدين غير متمكن فيه، وهذا تمثيل بمن قعد في طرف جبلٍ أو هُوَّةٍ وهو غير متمكِّن في قعوده؛ بحيث إن أقل محرِّكٍ له يزعجه فيوقعه في الهلاك، (فإن أصابه خيرٌ اطمأن به) وثبت على دينه (وإن أصابته فتنة) أي: فقر أو سقم أو نقص مال أو ولد (انقلب على وجهه) أي: ارتدَّ عن الإسلام وتشاءم به فذلك الذي (خسر الدنيا والآخرة، ومن الناس) من هو (مثل ما قال الله سبحانه: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ}) أي: كثير من الأنبياء ({قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ}) الربيون والربانيون هم العلماء؛ لأنهم يقضون
(١) في الأصل: في حق الله تعالى. وما أثبتناه من (أ، ب).