[التزيين]
[معنى الغشاوة والوقر والحجاب]:
  (وأما) ذِكر الغشاوة في (قوله تعالى: {وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ} [البقرة ٧])، أي: غطاء (و) الوَقْرِ في (قوله تعالى حاكياً) عن الكفار: {وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ (وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ}) والحجابِ في قوله تعالى: ({وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ} [فصلت: ٥] - فتشبيهٌ لحالهم) أي: فهو مجاز، ووجههُ: التشبيه لحال الكفار (حيث لم يعملوا بمقتضى ما سَمِعُوا) من الأوامر والنواهي (وأبْصَرُوا) من الآيات الباهرة الدالةِ على معرفة الله جل وعلا وعلى صدق رسله (ولا) عملوا (بنصيحةِ الرسول ÷) لهم وإنذارِهِ إياهم (بمن في أُذنيه وَقْرٌ) أي: شبَّه حالهم بمن في أُذنيه وقرٌ - أي: صَمَمٌ - (فلا يسمع من دعاه و {عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً}) [الجاثية: ٢٣]، أي: غطاءً (فلا يُبصر شيئاً، وبمن بينه وبين الناصح حجاب لا تبلغ إليه نصيحته مع ذلك الحجاب) ووجهُ التشبيه: عدمُ الانتفاع كما مَرَّ، ولا وقرَ ولا غشاوةَ ولا أكِنَّةَ على الحقيقة، وهو من المجاز الذي على سبيل الاستعارة والتمثيل، وقد بسطته في الشرح.
[التزيين]:
  (والتزيين) في اللغة: (التحسين)، يقال: زَيَّنَ عمله، أي: حَسَّنه.
  قالت (العدلية: والله لا يُزيِّن المعاصي) لعباده ولا يُحسنها لهم؛ لأن تزيين القبيح وتحسينَهُ قبيحٌ، (خلافاً للمجبرة) فقالوا: زيَّن الله - تعالى عن ذلك - المعاصي وحسَّنها للعاصين.
  (قلنا: تزيين القبيح صفةُ نقص والله يتعالى عنها) أي: عن صفة النقص.
  (قالوا: قال تعالى: {كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ}) [الأنعام: ١٠٨]، فنسب التزيين إليه تعالى!
  (قلنا) ردّاً عليهم: (المراد) من الآية: تزيين (عملهم اللَّائق بهم، وهو المفروض والمندوب زيَّنه الله تعالى بالوعد) لهم (بالثواب والسلامة من العقاب، فلم يقبلوا إلَّا ما زينَّه) لهم (الشيطان من المعاصي، كما قال تعالى: