[التزيين]
  {وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ}) [الأنفال: ٤٨]، أي: (التي عملوها) في معاداة رسول الله ÷ ووسوسته أنهم لا يغلبون(١) وغير ذلك (من المعاصي) التي نهاهم الله تعالى عنها.
  ومثل هذا التفسير ذكر الناصر(٢) للحق الحسنُ بن علي # في كتاب البساط(٣). وقال في الكشاف: إسناد التزيين إلى الله تعالى مجاز، وله طريقان:
(١) إشارة إلى قوله تعالى: {وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ}[الأنفال ٤٨]. من هامش (ب).
(٢) هو الإمام الناصر للحق أبو محمد الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن عمر الأشرف بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $ ويقال له الأطروش. وأعلم به أمير المؤمنين # في خطبته بالكوفة، وخطبته بالنهروان. صفته #: قال الإمام أبو طالب: كان # طويل القامة يضرب إلى الأدمة به طرش من ضربة. قيامه: سنة أربع وثمانين ومائتين، دعا إلى عبادة الله في الجيل والديلم، ففتح الله على يديه وأسلم ببركته ألف ألف من المشركين وعلمهم معالم الإسلام. قال #: حفظت من كتب الله بضعة عشر كتاباً فما انتفعت منها كانتفاعي بكتابين أحدهما: الفرقان لما فيه من التسلية لأبينا، والثاني: كتاب دانيال لما فيه من أن الشيخ الأصم يخرج في بلد يقال لها ديلمان ... إلى آخر كلامه #. قال الإمام المنصور بالله # في الشافي: وكان # يرد بين الصفين متقلداً مصحفه وسيفه، ويقول: أنا ابن رسول الله، وهذا كتاب الله، فمن أجاب إلى هذا وإلا فهذا. انتهى. وقد اتفق الموالف والمخالف أنه من أئمة الهدى القائمين بالقسط قال محمد بن جرير الطبري في تاريخه: ولم ير الناس مثل عدل الأطروش وحسن سيرته وإقامته الحق. وفاته: بآمل ليلة الخميس لخمس بقين من شعبان سنة أربع وثلاثمائة، وفاضت نفسه # وهو ساجد وله أربع وسبعون، وشوهد في الليلة التي توفي فيها نور ساطع من الدار التي هو فيها إلى عنان السماء. قال الإمام أبو طالب #: وكان يحث الناس على نصرة الهادي يحيى بن الحسين، ويقول: من يمكنه أن ينصره وقرب منه فنصرته واجبة عليه، ومن تمكن من نصرتي وقرب مني فلينصرني. ومشهده بآمل طبرستان، وفي مشهده، ومشهد الإمام الهادي إلى الحق قيل:
عرج على قبر بصعـ ... ـدة وابك مرموساً بآمل
واعلم بأن المقتدي ... بهما سيبلغ حيث يامل
(التحف باختصار).
(٣) قال # في البساط: (ص ١٥٠): «لأن الثابت في عقل كل عاقل منصف أنه زَيَّنَ وحَسَّنَ ما أمر به ومدحه ووعد على فعله كريم الثواب وحسن المآب والنعيم المقيم، ولم يزين ولم يحسن ما ذمه وذم =