عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

تنبيه:

صفحة 377 - الجزء 1

  استطعتم تثبيطه عن الخروج مع المؤمنين (لم يكن القتلى من المؤمنين) الصادقين الإيمان (رحمهم الله تعالى بمتخلفين مثلكم) عن القتال مع رسول الله ÷ (اقتداءً بكم ولا) كانوا (سامعين لكم أن تثبطموهم) عن القتال، بل كانوا يخرجون فيقاتلون حتى يُقتلوا. ومعنى «كُتب عليهم القتل» أي: عَلِمَ الله أنهم يُقتلون، وعِلْمُ الله سابقٌ غيرُ سائق؛ (بدليل أول الكلام، وهو قوله تعالى حاكياً عنهم) أي: عن المنافقين: ({يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا}) [آل عمران: ٥٤]، أي: لو كان الأمر لنا ما خرجنا للقتال في أُحُدٍ؛ اعتقاداً منهم أن الدائرة للكافرين على المؤمنين، هكذا ذكره الإمام #، وهو ظاهر الآية الكريمة.

  وفي الكشاف أن الضمير في «كنتم» يعود إلى المؤمنين، وقد انقطع ذكر المنافقين عند قوله تعالى: {مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا} وأن المعنى: قل لو كنتم - أيها المؤمنون - وقد علم الله أنكم تُقْتَلون في موضع كذا لبرز الذين علم الله أنهم يُقتلون إلى مضاجعهم - وهي مصارع القتل - لداعٍ يدعوهم إلى ذلك؛ تصديقاً لِمَا علم الله سبحانه [به]⁣(⁣١)، كما ورد عنه ÷: «إذا علم الله سبحانه وفاة عبد في جهة جعل له فيها حاجة»⁣(⁣٢). وهذا محتمل، والأول أظهر⁣(⁣٣)، ولا يلزم منه ما ادَّعته المجبرة؛ لأن الله عالم بالأمرين وشرطيهما، وعِلْمُ الله سابق غير سائق.


(١) ساقطة من (ب).

(٢) رواه الإمام عز الدين # في المعراج، وروى نحوه الطبراني في الكبير عن أسامة بن زيد، وفي الأوسط عن فطر بن عكامس، وروى نحوه أيضاً أبو يعلى في مسنده عن أبي عزة، وابن حبان في صحيحه عنه، وابن أبي شيبة في مصنفه عنه، والترمذي في العلل عنه، والشهاب القضاعي في مسنده عن أبي هريرة، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير، ورواه الضياء في المختارة عن أسامة، وغيرهم.

(٣) لأن سياق الكلام يدل على أن الضمير للمنافقين في «كنتم»، ولا دليل على انقطاع الكلام. من هامش (ب).