(فصل:) [في الكتاب وهو القرآن]
  (والحرف الثابت في إحدى القراءتين دون الأخرى عند الجمهور) أي: عند القائلين بتواتر السبع، وذلك (كمالك) فإنَّ فيه زيادة الألف، (ومَلِكِ) بغير ألف فإن الألف في إحدى القراءتين (جزء متواتر) عندهم (أتي به توسعةً) للقارئ إن شاء قرأ به وإنْ شاء تركه. قالوا: (ولا يُسَمَّى) ذلك الحرف (على انفراده قرآناً)؛ لأنه إنما أتي به توسعة لا حتماً.
  قالوا: (والمجتزئ بالأُخرى) أي: القراءة بغير ألف (لم يترك قرآناً كالمجتزئ بإحدى خصال الكفارة) أي: كفارة اليمين فإنه إذا اجتزى بأحدها لم يترك واجباً عليه.
  وقال جار الله (الزمخشري و) السيد الرضي (نجم الدين) صاحب شرح كافية ابن الحاجب (وغيرهما) كالإمام الحقيني(١) والإمام يحيى @: (بل المُخْتَلفُ فيه) من القراءات (بين السبعة) القراء (وغيرهم ليس بمتواتر) كالألف في مالك، بل هو أحادي، ولا فرق عند أهل هذا القول بين المختلف فيه بين السبعة وما عدا السبع القراءات في أن ذلك أحادي، وليس المتواتر عندهم إلَّا ما اتفقوا عليه.
  قال الشيخ محمد بن محمد بن محمد(٢) (الجزري) الشافعي حاكياً (عن
(١) الإمام الهادي الحقيني أبو الحسن علي بن جعفر بن الحسن بن عبدالله بن علي بن الحسن بن علي بن أحمد الحقيني بن علي بن الحسين الأصغر بن علي سيد العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب $. أجمع علماء زمانه أن سُبُع علمه يكفي للإمامة، وكان متشدداً على الملاحدة الباطنية، وغدر به حشيشي منهم فقتله يوم الاثنين من شهر رجب سنة تسعين وأربعمائة. وهبت ريح بعد مضي مائة سنة من وفاته فكشفت عن قبره فرأوه على عادته لم يتغير حتى شعر لحيته، وله وصية تذهل منها العقول، رضوان الله وسلامه عليه. (التحف باختصار).
(٢) محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف أبو الخير شمس الدين العمري الدمشقي ثم الشيرازي الشافعي، الشهير بابن الجزري، شيخ القراء في زمانه، من حفاظ الحديث، ولد (٧٥١ هـ) ونشأ في دمشق وابتنى فيها مدرسة سماها دار القرآن، ورحل إلى مصر مراراً، ودخل =