عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل:) [القرآن كلام الله اتفاقا]

صفحة 74 - الجزء 2

  والنهي والخبر والاستخبار والدعاء وسائر وجوه الكلام - له أوْ لا، فإن لم تثبت له فهو باطل؛ لأن حصوله من دون هذه التعلقات محال؛ لأن هذه التعلقات أصل في معقول حقيقة الكلام، فيستحيل أن يكون هذا المعنى الذي أوجب صفة المتكلَّمية حاصلاً قائماً بالنفس من دونها، وإن كانت هذه التعلُّقات ثابتة معه فهو باطل؛ لأن هذه الصفة المتكلمية عندهم ثابتة في الأزل؛ فيلزم أن يكون قوله تعالى: {وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ}⁣[الصافات ٧٥]، وقوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ ... وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا}⁣[النساء ١٦٣]، وسائر الأخبار والقصص كذباً لا محالة؛ لأن الإخبار عن وقوع ما لم يقع في الماضي يكون كذباً، وهذا معنى ما ذكره الإمام يحيى #، وقد بسطت من ذلك في الشرح.

  (ولو سُلِّمَ) أن الكلام المسموع مجازٌ (لزم أن يجعلوا للتفاسير ما له من الأحكام) من تحريم لمسها وقراءتها على الجنب والحائض؛ (إذ هي عبارة عنه) أي: عن كلام الله الذي هو بزعمهم قائم بذاته، فكما أن هذا المَتْلُوّ عبارة عنه فكذلك التفاسير، فيلزم أن يكون حكمهما سواءً (ولا قائل بذلك) أي: باستواء حكمهما.

  وأما قول الأشعرية: إن اسم الفاعل لا يُشتق إلَّا من المعنى القائم بنفس الفاعل فباطل؛ إذ المعلوم عندنا وعندهم وعند أهل القبلة كافَّة وأهل اللغة أنَّ الله سبحانه يُسَمَّى خالقاً ورازقاً، والخلق والرزق غير قائم بذاته، وأنَّ مَنْ بَيَّضَ شيئاً أو سَوَّدَهُ يُسمى مُبَيِّضاً أو مُسَوِّداً لفعله البياض والسواد، وهما غير قائمين بذاته.

  قالت (العدلية) جميعاً (وغيرهم: وهو) أي: القرآن الذي هو كلام الله (محدث)؛ لأنه مخلوق أوجده الله تعالى بعد العدم.

  وقالت (الأشعرية والحشوية: بل) هو (قديم) بناءً على ما مَرَّ لهم.

  قالت (الحشوية: وهو هذا المتلُوُّ) في المحاريب فهو مع كونه حروفاً وأصواتاً له أولٌ وآخرٌ وَوَسَطٌ، قديم عندهم.

  وذهبت المطرفية إلى أن هذا القرآن لا يُوصف بِقِدَمٍ ولا حدوث.

  وذهبت الكرَّامية إلى أنه محدث غير مخلوق، بمعنى أنهم منعوا من وصفه