[بيان من هم العترة]
  منها: رواية أنس بن مالك أن رسول الله ÷ كان يمر بباب فاطمة [رضوان الله عليها] ستة أشهر إذا خرج لصلاة(١) الفجر يقول: «الصلاة يا أهل البيت، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا».
  ومنها: رواية جابر بن عبد الله الأنصاري أن رسول الله ÷ دعا علياً وابنيه وفاطمة فألبسهم من ثوبه ثم قال: «اللهم هؤلاء أهلي، هؤلاء أهلي».
  وفي بعضها عن جابر قال: نزلت هذه الآية على النبي ÷ وليس في البيت إلا فاطمة والحسن والحسين وعلي {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} فقال النبي ÷: «اللهم هؤلاء أهلي».
  ومنها: رواية الحسن بن البتول @ قال: لمَّا نزلت آية التطهير جَمَعَنَا رسول الله ÷ وإياه في كساءٍ لأم سلمة(٢) خيبري ثم قال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي وعترتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا»(٣)، وغير ذلك من الروايات
(١) في (أ): «إلى صلاة».
(٢) أم سلمة، هند بنت أبي أمية بن المغيرة المخزومية، أم المؤمنين، رأت جبريل #، وهي وزوجها أبو سلمة أول من هاجر إلى الحبشة، ويقال: إنها أول مهاجرة دخلت المدينة، تزوجها الرسول ÷ بعد وقعة بدر، في شوال، وتوفيت سنة اثنتين وستين، بعد مقتل الحسين #، وعرفت قتله قبل وصول الخبر بتحوّل التربة دماً، وهي التي أعطاها رسول الله ÷ وأخبرها بذلك، وكانت من العالمات الطيبات الطاهرات، شديدة الولاء لأمير المؤمنين # وأهل البيت؛ نهت عائشة عن الخروج، وذكّرتها بما سمعته من النبي ÷ في أمير المؤمنين #، وأخرجت ولدها عمر للجهاد معه، ودُفنت بالبقيع - رضوان الله عليها وسلامه - وهي آخر أمهات المؤمنين موتاً. وهي موصوفة بالجمال البارع، والعقل البالغ، والرأي الصائب. (لوامع الأنوار باختصار).
(٣) روى خبر الكساء الإمام الأعظم زيد بن علي # في مجموع كتبه ورسائله، والإمام القاسم بن إبراهيم # في مجموعه، والحسن بن يحيى # في الجامع الكافي، والمرشد بالله # في الأمالي، والإمام عبدالله بن حمزة # في الشافي، وأبو طالب # في الأمالي. ورواه الحاكم الجشمي في تنبيه الغافلين عن أبي سعيد، وعن أم سلمة وعائشة، ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل بطرق كثيرة عن علي # والزهراء &، والحسن السبط #، وعبدالله بن العباس وجابر بن =