[بيان من هم العترة]
  الكثيرة [التي(١)] لا يتسع لها هذا الموضع.
  ثم اعلم أن الآية الكريمة قد أفادت التطهير لجماعة ذرية الحسنين @ إلى يوم القيامة لقوله ÷ في الخبر المشهور: «إنَّ اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض»، فدل ذلك على استمرار ملازمة العترة $ للكتاب، وعدم مفارقتهم له إلى آخر أيام الدنيا، وكذلك قوله ÷: «إني تارك فيكم» كما سبق ذكره قريباً، وقد بسطتُ في هذا الموضع في الشرح فليُرجع إليه فإنه لا غنية عنه، وإنما تركناه لطوله.
  وإذا ثبت ما ذكرناه من تطهير أهل البيت $ وعصمتهم عن المعصية ومخالفة الحق ثبت أن إجماعهم حجة قطعية تحرُم مخالفتها، وقد صرَّح بذلك خبر السفينة، وهو «أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى».
  وهو(٢) في الحقيقة الحجة في كون إجماع الأُمة حجة كما أشار إلى ذلك الإمام شرف الدين(٣) # بقوله شعراً:
= عبدالله وأبي سعيد الخدري وعبدالله بن جعفر والبراء بن عازب، وواثلة وسعد بن وقاص وعائشة، ورواه محمد بن سليمان الكوفي في المناقب عن عمر بن أبي سلمة وعن عائشة وعن ابن عباس وغيرهم. وممن رواه من المخالفين: فأما من المفسرين فقد رواه: الواحدي في أسباب النزول عن أم سلمة، والثعلبي في الكشف والبيان عن أم سلمة، وعن عبدالله بن جعفر وواثلة وعائشة، ورواه البغوي في تفسيره عن عائشة وأم سلمة، والرازي في تفسيره ثم قال: واعلم أن هذه الرواية كالمتفق على صحتها بين أهل التفسير والحديث. انتهى. وابن جرير الطبري في تفسيره عن أبي سعيد وأم سلمة وواثلة وعمر بن أبي سلمة، والخازن في تفسيره، والثعالبي في تفسيره عن أم سلمة.
وأما من المحدثين فقد رواه مسلم في صحيحه عن عائشة، والترمذي في سننه عن عمر بن أبي سلمة، وقال الألباني: صحيح، وعن أم سلمة وقال: حسن صحيح، ثم قال: وفي الباب عن عمر بن أبي سلمة وأنس بن مالك وأبي الحمراء ومعقل بن يسار وعائشة وقال الألباني في حديث أم سلمة: صحيح. انتهى. ورواه النسائي في سننه عن ابن عباس، ورواه ابن حبان في صحيحه عن واثلة، والبزار في مسنده عن سعد وعبدالله بن جعفر، ورواه الحاكم في المستدرك عن أم سلمة وصححه على شرط البخاري، والذهبي على شرط مسلم، وعن واثلة وقال: صحيح على شرط مسلم، وعن أم سلمة وقال: صحيح على شرط البخاري، وقال الذهبي: على شرط البخاري، وعن واثلة وقال: صحيح على شرط الشيخين، وقال الذهبي: على شرط مسلم، وعن سعد وقال: صحيح على شرط الشيخين، وعن ابن عباس من جملة كلام للتسعة الرهط وصححه هو والذهبي، وعن عائشة وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وعن عبدالله بن جعفر وقال: صحيح الإسناد، ورواه أحمد بن حنبل في مسنده عن ابن عباس وواثلة وأم سلمة، ورواه إسحاق بن راهويه في مسنده عن عائشة، والبغوي في شرح السنة عن أم سلمة وعائشة، والطبراني في الكبير عن أم سلمة وواثلة وأبي سعيد وعمر بن أبي سلمة، وفي الأوسط عن ابن عباس وأبي سعيد وأم سلمة، وفي الصغير عن أبي سعيد، ورواه البيهقي في سننه، وأبو يعلى في مسنده، وابن أبي عاصم في السنة والبخاري في التاريخ الكبير، وابن أبي شيبة في مصنفه، وأبو نعيم في المعرفة، ورواه الخطيب في تاريخ بغداد عن أم سلمة وأبي سعيد، وابن عساكر في تاريخ دمشق عن عائشة وأبي سعيد وعن الحسن بن علي # وعن أم سلمة بطرق عدة وعن عمر بن أبي سلمة وعن واثلة وعن ابن عباس وعن سعد بن أبي وقاص، ورواه المحب الطبري في الذخائر، وغيرهم.
هذا، وروى قريباً منه أبو داود في سننه عن ثوبان وفيه: «إن هؤلاء أهل بيتي» وكذلك أحمد بن حنبل في مسنده.
(١) مثبت من (أ).
(٢) أي: إجماع أهل البيت $. تمت من هامش الأصل.
(٣) هو الإمام المتوكل على الله يحيى شرف الدين بن شمس الدين بن الإمام أحمد بن يحيى المرتضى $، ولما توفي الإمام محمد بن علي الوشلي فزع أتباعه إلى السيد العلامة علي بن صلاح بن الحسن بن الإمام علي بن المؤيد فطلبوا منه القيام فلم يسعدهم إلى ذلك، فاجتمعوا إلى الإمام شرف الدين فبايعوه في حادي عشر يوماً من جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة وتسعمائة، وانتصر الإمام يحيى شرف الدين على عامر بن عبد الوهاب بعد حروب شديدة، وظفره الله عليه، وكان خروج الجراكسة والأتراك.
توفي #: سنة خمس وستين وتسعمائة عن سبع وثمانين، مشهده في بلاد حجة بمشهد جده. وله الآثار الحسنة، والمصالح العامة، وأيامه هي الأيام الخضر النضرة، التي كانت فيها حياة العلم والدين والدنيا، ولجهاده وجهاد الأئمة المطهرين الأثر الأكبر في تثبيت قواعد الدين والخلافة النبوية في اليمن بعد أن كادت تقضي عليها أيدي الغزاة الطامعين. (التحف باختصار).