عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[مقدمة المؤلف]

صفحة 50 - الجزء 1

  القيامة (من أهل ملته) أي: ملة رسول الله ÷. والمِلَّةُ - بكسر الميم -: الدِّينُ والشريعة. قال #: ولم نقل: «وعلى أتباعه» أي: أتباع محمد ÷؛ لأنَّ اتِّباع جماعة عترته ÷ من بعده فرض مفروض؛ لقوله ÷: «إني تارك فيكم ...» الخبر، وقوله ÷: «أهل بيتي كسفينة نوح ...» الخبر، فكان المتبع لهم هو المتبع لرسول الله ÷ حقيقة لا غيره.

  (وبعد) أي: بعد ما تقدم ذكره من الحمد لله والثناء عليه والصلاة على نبيه محمد وآله وأتباعهم (فإنه لمَّا كان علم الكلام) أي: علم أصول الدين، وسُمِّي هذا العلم كلاماً لما سيأتي إن شاء الله تعالى، (هو أجل العلوم قدراً) أي: تعظيماً؛ إذ يطلق القدر على التعظيم، قال تعالى: {وَمَا قَدَرُوا الله حَقَّ قَدْرِهِ}⁣[الزمر ٦٧]، أي: ما عظَّموه حق تعظيمه، (وأعظمها حظّاً) أي: كونه عند الله وعند أوليائه أعظم محظوظٍ، أي: مرغوب إليه، (وأكبرها) أي: أكبر العلوم - بالباء الموحدة - (خطراً) أي: عِظَماً، يقال: شيءٌ خطيرٌ، أي: عظيمٌ. ويحتمل أن يراد بالخطر الإشراف على الهلاك؛ لأنه مَن جهل هذا العلم هلك، والله أعلم. (وأعمُّها وجوباً) من حيث إنه يجب على كل مكلف (وأَوْلاَها إيثاراً) أي: أحقها بالإيثار، وهو التقدم⁣(⁣١)، (وأولها صدراً) بالصاد والدال المهملتين، أي: تقدماً من حيث إن العلوم الإسلامية مترتبة على معرفة مَنْ شَرَعَ شرائعَ الإسلام، وهو الله سبحانه وتعالى، وبالسين المهملة والطاء، أي: مكتوباً؛ لأن أول ما فرض الله على عباده معرفته تعالى، ويؤكد ذلك قوله ÷ للأعرابي حين سأله فقال: يا رسول الله، علمني من غرائب العلم⁣(⁣٢)، فقال ÷: «وماذا صنعت في رأس العلم حتى تسألني عن


(١) في (ب): «التقديم».

(٢) رواه الإمام أبو طالب # في الأمالي عن ابن عباس، وروى قريباً منه أبو نعيم في الحلية عن عبدالله بن المسور، وابن عبدالبر في جامع بيان العلم، والغزالي في إحياء علوم الدين، ووكيع في كتاب الزهد.