عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[مقدمة المؤلف]

صفحة 51 - الجزء 1

  غرائبه؟» فقال الرجل: وما رأس العلم يا رسول الله؟ فقال [÷]: «أن تعرف الله حق معرفته، بلا نِدٍّ ولا شبيهٍ ولا مثل⁣(⁣١)، واحداً، ظاهراً باطناً، أوّلاً آخراً، لا كفؤ له ولا نظير له، فذلك [معرفة الله]⁣(⁣٢) حق معرفته». (لكونه لبيان معرفة المليك) أي: المالك لجميع ما ذرأ وبرأ، وما كان وما سيكون في الدنيا والآخرة، (البديع) أي: المبتدع للأشياء من غير أُصول أزليَّة، ومُذوِّتُ الذواتِ من غير أن تكون ذواتاً ولا شيئاً، (وتقديساً) أي: تنزيهاً (للعليم) بكل شيء من المبصرات وغيرها، (السميع) أي: العليم بكل شيء من المسموعات (عن مشابهة الخلق الضعيف) أي: تقديساً له جل وعلا عن مشابهة الخلق الضعيف، وضعف الخلق واضح؛ لأنه لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضرّاً، (والجور القبيح السخيف) أي: وتنزيهاً له جل وعلا عن الجور - وهو الظلم لعباده - المتصف بالقبحِ والسّخافةِ، الذي من تحلّى به فقد تحلّى بصفة النقص، (وكثر في ذلك) أي: في تنزيه الله سبحانه وتعالى وتوحيده (الخلاف) بين أهل الحق والباطل (والشقاق) من أهل الباطل لأهل الحق، (وقَلَّ فيه الائتلافُ والاتفاقُ) بين أهل الباطل والحق مع وضوح الدلائل وإكمال العقول والبصائر، ولكن ميلاً إلى الهوى واتباع المتشابه، ورفضاً لمحكم الكتاب والسنة وحجج العقول كما حكى الله سبحانه: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ...} الآية [آل عمران ٧]، وكما (قال الله) سبحانه وتعالى: ({وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي الله بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلاَ هُدًى وَلاَ كِتَابٍ مُّنِير} [الحج: ٨])، أي: بغير معرفة منه ولا اهتداء ولا حجة واضحة ({ثَانِيَ عِطْفِه}) أي: مائلاً عن الحق متكبراً. والعِطْفُ: الشِّق، بكسر الشين. والثَّنْي:


(١) الفرق بين المماثلة والمشابهة: أن المماثلة تكون في جميع الأحوال، والمشابهة في بعضها. من هامش إحدى النسخ.

(٢) ساقط من (أ، ب).