عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل) [والحق في الظني من الفروع واحد أيضا]

صفحة 110 - الجزء 2

  تَتَفَرَّقُوا فِيهِ}⁣[الشورى ١٣] ولم يفصل) تعالى في التَّوصية بالدين ألَّا يتفرقوا فيه بين الأصول والفروع ولا بين المتقدمين والمتأخرين.

  (و) لنا أيضاً (قوله تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً}) [البقرة ٢١٣] قال في (البرهان): يعني عشرة قرون بعد آدم كانوا على الحق ثم اختلفوا. وفي الكشاف عن ابن عباس أنه كان بين آدم وبين نوح عشرة قرون على شريعة من الحق.

  وقال الإمام القاسم بن إبراهيم # في جواب من سأله عن هذه الآية: لا يكون الناس أمةً واحدةً إلَّا وفيهم نبيٌ أو وصي.

  وقال المرتضى في (الإيضاح): ما كانوا إلَّا على الإقرار بالله ø والتصديق له منذ خَلَقَ الله آدم مُصَدِّقين لأمره عارفين به موحدين له مُتَّبعين لكل ما أنزل، فكانوا على هذا الدين لا يُشركون به، ثم اختلفوا بعد ذلك وتفرقوا واتَّبعوا أهواءهم.

  ({فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ}) أي: في الحق ({إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ}) أي: الكتاب ({مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ}) أي: حَسَداً وظلماً لحرصهم على الدنيا ({فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}) [البقرة ٢١٣].

  (بيان الاستدلال بهذه الآية: أنَّ لفظ النبيين فيها عام لكل نبيٍ)؛ لأن اللَّام فيه للجنس، فلا اختصاص لبعضه دون بعض، فهي بمنزلة الإشارة إلى متعيَّن، ولا بعض معهود متعين فوجب أن تكون اللام بمعنى الإشارة إلى ذلك الجنس جملة، وإلَّا لم تُفِد التعريف، (ونبينا محمد ÷ سيِّدهم)؛ لِمَا سبق تقريره (والكتاب في قوله تعالى: {وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ} عامٌّ) لكل كتاب أنزله الله تعالى، وإن كان لفظه مُفرداً (بدليل أن الكتب مع الأنبياء $ كثيرة) فلكل نبيٍ في الأغلب كتاب.