(قالوا) أي: مخالفونا في هذه المسألة: (قال الله تعالى: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ}) [الحشر ٥] فدلَّت على أن اجتهاد من رأى قطع اللَّينة أو تركها قائمة على أصولها حقٌ. قالوا: وهذا دليل على جواز الاجتهاد بحضرة الرسول ÷ والوحي ينزل عليه، فكيف به في غير حضرته!

  (قلنا: معنى: «فبإذن⁣^(⁣١) الله» فبإباحته) أي: أباح الله سبحانه وتعالى إحراق نخيلهم وقطعها وتركها.

  رُوي أن رسول الله ÷ لَمَّا قطع نخيلهم جاءت إليه جماعة من اليهود فقالوا: يا محمد، ألست تزعم أنك تريد الصلاح؟ أفمن الصلاح قطع النخيل وعقر الشجر؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية.

  (وذلك حكم واحد) سوَّى الله فيه وخيَّر بين القطع والترك، كما خير الله في أسير الكفار بين القتل والفداء والمَنِّ فقال تعالى: {فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً}⁣[محمد ٤].

  (قالوا:) قال ÷: «إذا حكم الحاكم فاجتهد وأصاب فله أجران، وإن حكم فاجتهد وأخطأ فله أجر»⁣^(⁣٢).

= ويمكن الجواب: بأن البغي هنا ليس إلا المخالفة والشقاق، والقطعية والظنية سواء في ذلك، والتخصيص خلاف الظاهر، والله أعلم. تمت من الحسين بن القاسم بالمعنى. وبعد هذا الكلام تعقيب للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # قال فيه: ينظر فالمخالفة في الظنيات للاجتهاد لا يقال فيها بغي ولا شقاق أو حسد، فالحق أن الآيات واردة في المخالفين للحق عمداً وعدواناً، والله ولي التوفيق. تمت مجد الدين بن محمد المؤيدي. وقال في هامش (ب): هاهنا ترك الجواب في الأم مبيض فافهم. تمت فيمكن الجواب: بأن البغي هنا ليس إلا المخالفة والشقاق فالقطعية والظنية سواء في ذلك، فالتخصيص خلاف الظاهر، والله أعلم. منقولاً من كتاب نقل من خط سيدي الحسين بن القاسم بن محمد تمت تمت.

(١) «فبإذن»: في الأصل، و (أ): بإذن، وما أثبتناه من (ب).

(٢) أخرجه الإمام أبو طالب # في الأمالي عن بشير بن سعد، وعن عمرو بن العاص. ورواه البخاري في صحيحه، ومسلم في صحيحه، وأبو داود في سننه، وابن ماجه في سننه، وأحمد في مسنده، والنسائي في سننه، والطبراني في الكبير كلهم عن عمرو بن العاص. ورواه الترمذي في سننه، والدارقطني في سننه، والنسائي في سننه، والبيهقي في سننه وأبو يعلى في مسنده، وابن حبان في صحيحه كلهم عن أبي هريرة وغيرهم.