[مقدمة المؤلف]
  البيت $ الذين هم كالأعلام - أي: الجبال المرتفعة، وأقوالُهم كالبدور المشرقة، وخيرُ الأمم أمةُ محمدٍ ÷؛ لقوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ ...} الآية [آل عمران ١١٠]. ويسمى إثبات الإشراق للأقوال ترشيحاً للتشبيه أو للاستعارة على رأي، (وشموس(١) احتجاج) أي: وبإشراق شموس احتجاج (الذين وُفِّقوا لإصابة الحق الأقوم) أي: المستقيم، شَبَّهَ احتجاجهم في الوضوح بالشمس المشرقة - وهو تشبيه مؤكد - كبدور الأقوال، (من عترة النبيء) أي: الذين هم عترة النبيء ÷ (بشهادة قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} [الأحزاب ٣٣])، وهذه الآية نزلت في خمسة وهم أهل الكساء: رسول الله ÷ وعلي وفاطمة والحسنان $؛ لما سيأتي من الأدلة في باب الشريعة إن شاء الله تعالى، (و) بشهادة (خبري السفينة):
  أحدهما: قوله ÷: «مثل أهل بيتي فيكم - أي: صفتهم وحالتهم العجيبة - كسفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوى»(٢).
(١) في (ب): «وبشموس».
(٢) رواه الرازي في تفسيره، وابن كثير في تفسيره، والنيسابوري في تفسيره، والسيوطي في الدر المنثور، ورواه الحاكم في المستدرك وصححه، والطبراني في الثلاثة، وأحمد بن حنبل في الفضائل، والبزار في مسنده، والشهاب القضاعي في مسنده، والدارقطني في المؤتلف والمختلف وفي العلل، وابن أبي شيبة في مصنفه عن علي # موقوفاً، ورواه أبو نعيم في الحلية، والدولابي في الكنى والأسماء، والخطيب في تاريخ بغداد، وأبو الشيخ في الأمثال، وابن عدي في الكامل، والمحب الطبري في ذخائر العقبى، وابن المغازلي في مناقبه، والزرندي في نظم الدر، وابن البطريق في العمدة، وابن قتيبة في عيون الأخبار، والآجري في الشريعة، والفاكهي في أخبار مكة، وابن عبدالبر في الإنباه وغيرهم. وقال ابن حجر في الصواعق: وجاء من طرق عديدة يقوي بعضها بعضاً: «إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح ... إلخ»، وقد رواه هؤلاء وغيرهم عن جماعة من الصحابة منهم علي # وابن عباس وأبو ذر وابو سعيد الخدري وسلمة بن الأكوع وأبو الطفيل وأنس بن مالك وابن الزبير.