[مقدمة المؤلف]
  المنصور بالله وغيره عن علي # أنه قال: (أيها الناس، اعلموا أن العلم الذي أنزله الله على الأنبياء من قبلكم في عترة نبيكم، فأين يتاه بكم عن علم تنوسخ من أصلاب أصحاب السفينة حتى صار في عترة نبيكم، هؤلاء مثلها فيكم، وهم كالكهف لأصحاب الكهف، وهم باب السلم فادخلوا في السلم كافة، وهم باب حطة من دخله غفر له، خذوا عني عن خاتم النبيين حجة من ذي حجة، قالها في حجة الوداع: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبداً: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض»(١)). والآخر قوله #: (أين يتاه بكم عن علم تنوسخ من أصلاب أصحاب السفينة حتى صار في عترة نبيئكم ..) الخبر(٢)، وهذا الخبر توقيف ليس للاجتهاد فيه مسرح.
  (و) بشهادة قول النبيء ÷: («إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض»)(٣).
  وهذه الأخبار ممَّا تلقَّاه أهل البيت $ وشيعتهم جميعاً بالقبول، وغير ذلك مما تواتر معنىً وأفاد العلم قطعاً أنهم لا يفارقون الحق ولا يفارقهم.
  (طالباً بذلك مرضاة الرحمنِ) أي: رضاه، (ومَدْحَرَةَ الشيطانِ) أي: مطردته،
(١) رواه الإمام أبو طالب # في الأمالي. قال الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة # في شرح الرسالة الناصحة: فلو لم يكن في ذلك إلا ما رويناه بالإسناد الموثوق به إلى أبينا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب #. وذكره.
(٢) قال الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # في لوامع الأنوار حاكياً عن الحسين بن القاسم بن محمد #: رواه الإمام المهدي # في الغيث مرفوعاً، ووقفه على علي # أشهر.
(٣) سيأتي تخريجه إن شاء الله في الجزء الثاني.