[مقدمة المؤلف]
  أي: طرده وَبُعْدَه، (ومنفعةَ الإخوانِ، بريّاً من العصبية) للمذهب (والعُجب) بما قلت (والرِّياء) والسمعةِ بما وضعت، (مستمسكاً) أي: ملتزماً (بعروةِ ممسكِ الأرضِ والسماءِ) العروة معروفة، والمراد بها(١) هنا: الالتزام والثبات على دين الله المستقيم، (به) أي: بالله سبحانه (ثقتي) أي: وثوقي في الإعانة والتوفيق (عليه توكلت وهو رب العرش العظيم).
  ومما قاله # في هذا الكتاب المبارك - شعراً(٢) -:
  (هَذَا الأساسُ كَرَامةً فَتَلَقَّهُ ... يَا صَاحِبي بِكَرَامَةِ الإِنْصَاف
  وَاحْرِزْ نَفِيساً مِن نَفَائسِ نَثْرِهِ ... جمُعتْ بِغَوصٍ في خِضَمٍّ صَاف
  جَمَعَ المهيْمِنُ بَيْنَنَا فِي دِينِهِ ... جَمْعاً يَفِي بِإِصِابةٍ وَتَصَافي)
  قوله: «هذا الأساس» أي: هذا المؤلَّف هو الأساس، أي: الأصل الصحيح الذي تنبني(٣) عليه العقائد الصحيحة، فعلى هذا يكون لفظ «الأساس» مستعملاً في معناه اللغوي. وقوله: «كرامة» أي: جعلته وألَّفْته كرامةً لإخواني المؤمنين. وقوله: «واحرز نفيساً» أي: دُرّاً، أي: عِلْماً مما يتنافس فيه المتنافسون؛ لعِظَم شأنه. «من نفائس نثره» أي: منثوره، أي: الذي هو نفائس جُمِعَتْ بالنظر إلى أفراد مسائله، وأُفْرِدَتْ(٤) أوَّلاً بِالنَّظَر إلى أنَّ مَا جمعه هذا الكتاب علمٌ
(١) لفظة «بها» من (شرح الأساس الكبير).
(٢) كلمة «شعراً» ساقطة من (أ، ب).
(٣) في (أ): تبتنى.
(٤) أي: أفردت «نفائس» حين قال: «واحرز نفيساً». فهو بالنظر إلى جملته شيء نفيس، وبالنظر إلى جزئياته نفائس. (ش ك بتصرف).