[مقدمة المؤلف]
  نفيسٌ. وقوله: «بغوصٍ» أي: بفكر ونظر صحيح، استُعير له لفظ الغوص. والخِضَمُّ: البحرُ، وفي نسخة: «في فرات» وهو الماء العذب. والصافي: الذي لا كدورة فيه، أي: في صنع الله سبحانه وكتابه وسنة نبيه ÷ وكلام الأئمة الهادين $. فقد شبَّه النظر الصحيح بالغوص، وشَبَّه صنعَ الله سبحانه والكتابَ والسنةَ وأقوالَ الأئمة $ بالبحر الصافي، وشبَّه الظَّفَرَ بالمطلوب(١) من هذا العلم بالظَّفَرِ بالدُّرِّ. وقوله: «نفيساً» وإن كان لكل ما يتنافس فيه فقد أريد به هنا الدُّر، وهو اللُّؤلُؤْ، فهو استعارة تصريحية [تحقيقية(٢)]، وكذلك قوله: «خِضَمٍّ» أو «فرات» استعارة تصريحيَّة [تحقيقيَّة(٣)]، ورشحها بذكر الغوص، سواء كان باقياً على حقيقته أو مستعاراً للفكر والنظر؛ لأنه يجوز أن يكون الترشيح استعارةً ويحصل الترشيح باعتبار معناه الأصلي. وقولُه: «جمع المهيمن ..» إلى آخره دعاءٌ بالاجتماع في دين الله سبحانه القويم المقتضي لإصابة الحق وتصافي القلوب.
(١) في (ب): «بالمقصود».
(٢) مثبت من (أ).
(٣) ساقطة من (أ، ب).