[ذكر بعض الأحاديث الدالة على إمامة علي #]
  مَوَالِيَ حِلْفٍ لا مَوَالِي قَرَابَةٍ ... ولكنْ قَطِيناً يدفعون الأتَاوِيا
  وقال الفرزدق(١):
  فلو كان عبدُ الله مولىً هَجَوْتُهُ ... ولكنَّ عبدَ الله مولى مَوَاليا
  أي: حليف حلفاء؛ لأن عبدالله(٢) بن إسحاق مولى الحضرميين، وهم حلفاء بني عبد شمس بن عبد مناف. كذا ذكره في الصحاح.
  وبمعنى الجار قال الشاعر:
  جزى اللهُ خيراً والجزاءُ بِكَفِّهِ ... كُلَيْبَ بْنَ يَرْبُوع وزادهُمُ مجدا
  هُمُو خلطونا بالنفوس وألجموا ... إلى نصرِ مولاهمُ مَسَوَّمَةً جُرْدا
  أي: جارهم.
  وبمعنى الأحقَّ والأَوْلَى قال الله تعالى: {مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاَكُمْ}[الحديد ١٥]، أي: أحقُ بكم وأولى، قال لبيد:
  فَعَدَتْ كِلَا الفرجين تَحْسِبُ أنه ... مَوْلَى المخافة خَلْفُهَا وأمامُهَا
  يريد أنه أولى موضع أن يكون فيه الخوف.
(١) همام بن غالب بن صعصعة التميمي الدارمي، أبو فراس، الشهير بالفرزدق: شاعر، من النبلاء، من أهل البصرة، عظيم الأثر في اللغة، يشبه بزهير بن أبي سلمى. وكلاهما من شعراء الطبقة الأولى، زهير في الجاهليين، والفرزدق في الإسلاميين. وهو صاحب الأخبار مع جرير والأخطل، ومهاجاته لهما أشهر من أن تذكر. (الأعلام للزركلي باختصار). وفي جواهر الأدب: كان فيه تشيّع يستره أيام اختلافه إلى بني أمية ثم كاشف به آخر حياته حتى أمام هشام عندما رأى الناس تفسح طريق الطواف بالكعبة مهابة وإجلالاً لعلي بن الحسين فسأله عنه كالمتجاهل لأمره، فشق ذلك على الفرزدق وأنشد قصيدته الميمية يُعَرّف بعليٍّ وينكر على هشام تجاهله، فحبسه هشام ثم أطلقه. وعاش الفرزدق قريباً من مائة سنة، ومات بالبصرة سنة ١١٠ هـ. (باختصار).
(٢) عبد الله بن أبي إسحاق الزيادي الحضرمي [مولده ووفاته] ٢٩ - ١١٧ هـ، نحوي، من الموالي، من أهل البصرة، فرع النحو، وقاسه، وكان أعلم البصريين به. وسبب الهجاء أن الزيادي لحنه في بعض شعره. (الأعلام للزركلي باختصار).