(فرع:) [في حكم من تقدم الوصي #]
  حينئذٍ تقدير الجهل مع اجتماع هذه القرائن المُقتضية لخلافه (ولِنَقْلِ تعريفهم) أي: تعريف علماء الصحابة (إيَّاهم) أي: المتقدمين له # (نقلاً لم يبلغ حدَّ التواتر) كما رُوي أنَّ اثني عشر من المهاجرين والأنصار قال بعضهم لبعض: قوموا إلى هذا الرجل فأنزلوه عن منبر رسول الله ÷. وقال بعضهم: إن هذا الرجل اتَّفقت عليه الأُمة ولكن انطلقوا بنا إلى صاحب هذا الأمر حتى نشاوره ونستطلع رأيه، فانطلق القوم حتى أتوا أمير المؤمنين عليًّا # فقالوا له: كنا في مسجد رسول الله ÷ ورأينا هذا الرجل قد صعد المنبر فأردنا أن نُنزله عن منبر رسول الله ÷ فكرهنا أن نُنزله دونك ونحن نعلم أن الحق لك.
  فقال #: (أما إنكم لو فعلتم ما كنتم لهم إلَّا حرباً وما كنتم إلَّا كالكحل في العين أو كالملح في الزاد، وقد اتفقت هذه الأُمة التاركة قول نبيها ÷ الذين باعوا آخرتهم بدنياهم، وقد شاورت في ذلك أهل بيتي فأبوا إلَّا السكوت؛ لِمَا يعلمون من وَغَرِ صدور القوم وبُغضهم لأهل بيت نبيهم ÷، ولكن انطلقوا إليه فأخبروه بما سمعتم من قول نبيكم محمد ÷ ولا تتركوه في شُبهةٍ من أمره ليكون ذلك أوْكَدَ في الحجة وأبلغ في العقوبة إذا لقي الله وقد عصاه وخالف أمر نبيه).
  فانطلق القوم في يوم جمعةٍ حتى جثوا حول منبر رسول الله ÷ فأقبل أبو بكر فصعد المنبر فقال المهاجرون للأنصار: قوموا فتكلموا بما سمعتم من قول نبيكم، فقال الأنصار للمهاجرين: بل أنتم قوموا فتقدموا فإن الله قدَّمكم، فقام المهاجرون فتكلموا رجلاً رجلاً، ثم قام الأنصار فتكلموا رجلاً رجلاً في خبر طويل. روى حديث الاثني عشر هذا القاسم بن إبراهيم والهادي والإمام أحمد بن سليمان $ وغيرهم كالفقيه محمد بن الحسن الديلمي صاحب قواعد عقائد أهل البيت $ وغيره، وكذلك قد روي عن غير هؤلاء الاثني عشر الإنكار على المتقدمين على علي #.