[تعريف علم الكلام وما يلحق بذلك]
  (متعذرٌ(١). ولجلائه) أي: ولجلاء العلم (عند البغدادية والرازي) فتعذر حده لذلك. (ولخفاء جنسه وفصله عند الجويني والغزالي) فتعذر حده أيضاً.
  وحكى السيد إبراهيم بن محمد (صاحب الفصول(٢) عن أئمتنا(٣) و) هو قول (البصرية(٤): بل يحد) العلم؛ إذ هو خلاف المعلومات، وجنسه وفصله واضحان، (فهو: اعتقادٌ) هذا جنسه الشامل للعلم والظن، (جازمٌ) هذا فصل أول يخرج الظن، (مطابقٌ) وهذا فصل ثانٍ يخرج الجهل المركب.
  قال #: (قلت: وليس بجامعٍ؛ لأن علم الله) أي: إدراكه للمدركات (ليس باعتقادٍ)؛ لأن الاعتقاد طوية القلب، وذلك يستحيل في حق الله سبحانه وتعالى. قال #: (ويمكن أن يقال: هو إدراك تمييز) ليخرج إدراك نحو البهائم، (مطابق) يخرج الجهل المركب، (بغير الحواس(٥)) وما يلحق بها -
(١) لأنه لا يمكن جمع فصول كل واحد منها المميز له عما عداه؛ لأنها متضادة، وجمع الأشياء المتضادة محال. (شرح لقمان).
(٢) هو إبراهيم بن محمد بن عبدالله بن الهادي بن إبراهيم بن علي بن المرتضى بن مفضل الوزيري الهدوي، أبو أحمد الحسني اليمني، السيد الحافظ صارم الدين. مولده تقريباً سنة ست وثمانمائة، قرأ في صنعاء وصعدة في الأصولين والعربية، والفروع الفقهية والأخبار النبوية، والسير والتفاسير، وجميع الفنون في سائر العلوم، نعم كان السيد صارم الدين مبرزاً في علوم الاجتهاد جميعها، متألهاً مشتغلاً بخويصة نفسه، حافظاً للإسناد، وإماماً للزهاد والعباد، وله المصنفات المفيدة منها: في الفقه هداية الأفكار، والفصول في أصول الفقه وغيرها. توفي في جمادى الآخرة سنة أربع عشرة وتسعمائة، وقبره بجربة الروض من أعمال صنعاء مقابل مسجد السعدي من الشرق، في أَكَمَة معروفة مشهورة. انتهى (طبقات الزيدية الكبرى باختصار).
(٣) وهم المتأخرون. (من هامش الأصل).
(٤) البصرية من المعتزلة، ومن رؤسائهم أبو علي الجبائي وابنه أبو هاشم وقاضي القضاة وغيرهم من الأكابر، ويعاب عليهم كثرة تعمقهم في الدقائق التي لم يقض بها عقل ولا شرع وتقصيرهم في حق أمير المؤمنين #. (السيد العلامة المحقق عبدالرحمن شايم من حواشي الدر المنظوم).
(٥) متعلق بقوله: «إدراك»، أي: ذلك الإدراك المذكور هو بغير الحواس، سواء كان في حق الله تعالى أو في غيره. (شرح لقمان). من هامش (ب).