(فصل: في ذكر العقل)

  قال (أئمتنا $ والمعتزلة⁣^(⁣١): والعقلُ⁣^(⁣٢) عَرَضٌ) ركبه الله في قلب الإنسان يُدْرِكُ به المُدْرَكَات، كالبصر عَرَضٌ في الحدقة؛ لإدراك المبصرات. وحقيقة العرض: ما يعرض في الجسم ولا يبقى كبقائه.

  وإنما بدأ بذكر العقل لأنه أكبر الآلات وأعظمها، وبه تعرف المعارف كلها.

  وقالت (المطرفية⁣^(⁣٣): بل) العقل (هو القلب)، قال السيد حميدان #:

(١) قيل: إن السبب في تسميتهم معتزلة ما ذكر أن واصلاً وعمرو بن عبيد اعتزلا حلقة الحسن واستقلا بأنفسهما ذكره ابن قتيبة في المعارف. (المنية والأمل باختصار). وفي الشافي لهم كتاب الطبقات جعلوها عشر طبقات وهم يدينون بالعدل والتوحيد والوعد والوعيد ويقولون بإمامة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وينكرون أن يكون النص على علي # يوجب الإمامة له بعد رسول الله ÷ بلا فصل ويتأولون الأخبار والنصوص ويجادلون غاية الجدال في هذا الباب. (تمت باختصار).

(٢) والعقل في اللغة: المنع، يقال: عقله من كذا عقلاً، أي: منعه. ومنه سمي العقل عقلا لَمَّا كان يمنع من التجأ إليه من غيره، ومنه عقال الدابة لما كان يمنعها من الذهاب. شرح لقمان. من هامش (ب).

(٣) فرقة غوية تنسب إلى مطرف بن شهاب بن عمرو الشهابي، من بني شهاب حيدان من بلاد خولان قضاعة، قال الإمام أحمد بن سليمان # في كتاب الحكمة الدرية: وكان سبب خروجهم إلى ماخرجوا إليه أن رجلاً منهم يقال له مطرّف بن شهاب وكان ممن درس هو وصاحبان له على رجل من الباطنية يقال له حسين بن عامر. انتهى. وقال الفقيه العلامة عبدالله بن زيد العنسي | في رسالته المنقذة من العطب: إن أول من أحدث مذهب المطرفية بـ (قاعة) رجل يقال له ابن أبي الغوازي، وأول من أحدثه ببلاد بني شهاب رجل يقال له مطرف بن شهاب، وأخذه من الملاحدة - لعنهم الله - بحيل وأسباب. انتهى. وقال الإمام الحجه مجدالدين بن محمد المؤيدي # في كتاب التحف: مطرف بن شهاب هو رأس الفرقة الغوية المطرفية التي كفرها أعلام الأئمة، وعلماء الأمة منهم: الإمام أبو الفتح الديلمي، والإمام أحمد بن سليمان، والإمام عبدالله بن حمزة $، والسلف والخلف من أهل البيت وأتباعهم من الفرقة الموحدة الزيدية. انتهى. وقد حكى الإمام المحسن # في رسالته إزاحة الإشكال عن العدلية أنهم مجمعون على القول =