(فصل:) [في إمامة الحسن والحسين (ع)]
  قلت: نعم، فطلع الرجل فقال له جعفر: أنت تتبرأ من عمي؟ فقال: أوليس قد سبق الإمام؟ فقال له جعفر: برئ الله منك برئ الله منك، إن نتبع إلا أثر عمي زيد، إن علم عمي لينهال انهيال الكثيب، ما نظر أحد إلى عمي شامتًا إلا كفر أو كان كافرًا(١).
  وقال فيه أيضًا عن جابر(٢) عن أبي جعفر قال: ليس منا إمام مفترض طاعته أرخى عليه ستوره والناس يظلمون خلف بابه، إنما الإمام المفترضة(٣) طاعته منا من شهر سيفه ودعا إلى سبيل ربه(٤). انتهى.
(١) ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق لقوم من الرافضة تبرأوا من الإمام زيد بن علي # فقال الصادق #: «برئ الله ممن تبرأ منه، كان والله أقرأنا لكتاب الله، وأفقهنا في دين الله، وأوصلنا للرحم، والله ما ترك فينا لدنيا ولا آخرة مثله». وذكر ذلك الذهبي في تاريخ الإسلام، والمقريزي في كتاب المواعظ والاعتبار، والسخاوي في كتاب التحفة اللطيفة.
(٢) أي الجعفي. من هامش (أ).
(٣) في (ب): المفترض.
(٤) قال الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين # في مجموعه: وفيه [أي: في الإمام زيد #] عن محمد بن علي بن الحسين باقر العلم أن قوماً وفدوا إليه فقالوا: يا ابن رسول الله إن أخاك زيداً فينا وهو يسألنا البيعة أفنبايعه؟ فقال لهم محمد: بايعوه فإنه اليوم أفضلنا. وعنه أيضاً أنه اجتمع زيد ومحمد في مجلس فتحدثوا ثم قام زيد فمضى فأتبعه محمد ببصره ثم قال: لقد أنجبت أمك يا زيد. وفيه: ما قال جعفر بن محمد الصادق رحمة الله عليه لما أراد زيد الخروج إلى الكوفة من المدينة قال له جعفر: أنا معك يا عم، فقال له زيد: أوما علمت يا ابن أخي أن قائمنا لقاعدنا، وقاعدنا لقائمنا، فإذا خرجت أنا وأنت فمن يخلفنا في حرمنا؛ فتخلف جعفر بأمر عمه زيد.
وعن جعفر أيضاً لما أراد يحيى بن زيد اللحوق إلى أبيه قال له ابن عمه جعفر: أقرئه عني السلام وقل له: فإني أسأل الله أن ينصرك ويبقيك ولا يرينا فيك مكروهاً، وإن كنت أزعم أني عليك إمام فأنا مشرك. انتهى.
وفي أمالي أبي طالب # عن جابر الجعفي قال: قال لي محمد بن علي #: إن أخي زيد بن علي خارج ومقتول وهو على الحق فالويل لمن خذله والويل لمن حاربه، والويل لمن يقتله ... إلخ. وفي الأمالي أيضاً: قيل لجعفر بن محمد #: ما الذي تقول في زيد بن علي وخروجه على هشام؟ فقال جعفر: قام زيد بن علي مقام صاحب الطف - يعني: الحسين بن علي #.
وكذلك كان جعفر الصادق # مناصراً للإمام محمد بن عبدالله النفس الزكية #، وأولاده موسى الكاظم وعبدالله #، ففي أمالي الإمام أبي طالب #: وبه قال الناصر للحق الحسن بن علي # في كتابه كتاب الإمامة المسمى كتاب الدلائل الواضحة والحجج الناصحة ولقد =