(فصل:) [في إمامة الحسن والحسين (ع)]
  وقالت (المعتزلة وغيرهم) كالأشعرية ومن وافقهم: (بل) طريق الإمامة
= كان أول قتيل قتل من المسودة الفجرة بين يدي محمد بن عبدالله النفس الزكية # اشترك في قتله موسى وعبدالله ابنا جعفر بن محمد # وكانا حاضرين معه جميع جهاده حتى قتل وأعطياه بيعتهما مختارين متقربين إلى الله تبارك وتعالى بذلك، واستأذنه أبو عبدالله جعفر بن محمد # لسنه وضعفه في الرجوع إلى منزله بعد أن خرج معه فأذن له. انتهى.
وفي الإفادة لأبي طالب #: وروي عن حسين بن زيد بن علي قال: شهد مع محمد بن عبدالله من ولد الحسين أربعة: أنا وأخي عيسى وموسى وعبدالله ابنا جعفر بن محمد. انتهى. وكان موسى الكاظم بن جعفر الصادق # مناصراً للإمام الحسين بن علي الفخي # قال الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة # في الشافي عند ذكر الإمام الحسين الفخي #: فاجتمعوا وجاءهم موسى بن جعفر # فبايعه واستحل منهم في التأخر لأعذار حققها وقال: قاتلوا القوم وأنا شريككم في دمائهم.
وفي كتاب أخبار فخ: وبعث [أي الإمام الفخي #] إلى موسى بن جعفر فحضروا إلى عبدالله بن الحسن الأفطس فاجتمع رأيهم على أن لا يعطوا بأيديهم وأن يبلوا عذراً في جهادهم إلا أن موسى بن جعفر قال: أنا ثقيل الظهر ولو خرجت معكم لم يتركوا من ولدي أحداً إلا قتلوه فاجعلوني في حل من تخلفي عنكم، فعرفوا عذره فجعله الحسين في حل، فودعهم وقال لهم: يا بني عمي أجهدوا أنفسكم في قتالهم وأنا شريككم في دمائهم فإن القوم فساق يسرون كفراً ويظهرون إيماناً. انتهى. وفي كتاب الكافي للكليني والبحار للمجلسي: قول موسى الكاظم # للإمام الحسين # إنك مقتول فأجد الضراب فإن القوم فساق يظهرون إيماناً ويضمرون نفاقاً وشكاً فإنا لله وإنا إليه راجعون، وعند الله أحتسبكم من عصبة.
ومما يلحق بذلك ما رواه أبو الفرج في مقاتل الطالبيين بعد ذكر السند: جاء الجند بالرؤوس إلى موسى العباسي وعندهم جماعة من ولد الحسن والحسين فلم يتكلم أحد منهم بشيء إلا موسى بن جعفر فقال له: هذا رأس الحسين؟ قال: نعم، إنا لله وإنا إليه راجعون مضى والله مسلماً صالحاً صواماً قواماً آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، ما كان في أهل بيته مثله، فلم يجيبوه بشيء ... إلخ، وروى هذا المجلس في بحار الأنوار ٤٨/ ١٦٥.
فإذا عرفت ذلك فلم يكن بين العترة الطاهرة خلاف في الإمامة وإنما هم كما قال جعفر الصادق #: قائمنا لقاعدنا وقاعدنا لقائمنا، إنا لو خرجنا جميعاً لقتلنا جميعاً، ولو فقدنا جميعاً لبطلت حجج الله في الأمر والنهي. ذكره في المحيط بالإمامة، وكقول الإمام الأعظم زيد بن علي # المتقدم.
(*) وفي المحيط بالإمامة بعد ذكر السند: حدثنا علي بن علي قال: كنت عند جعفر بن محمد فقال له رجل: سمعت عمك زيد بن علي يقول: الإمام منا أهل البيت الموثوق به في دينه وعلمه والباذل نفسه لربه يجاهد عن دينه فقال جعفر: صدق عمي وبر، وفيه أيضاً بعد ذكر السند: حدثنا علي بن جعفر قال: سمعت أخي موسى بن جعفر يقول: ليس منا أهل البيت مفترض الطاعة وهو جالس في بيته والناس يختطفون من وراء بابه لا يدفع عنهم ظالماً ولا يهديهم سبيلاً إنما الإمام منا الباذل نفسه العالم بكتاب الله الداعي إلى الحق الناهي عن الباطل.